بحوث في اللسانيات الحاسوبية

اللغة العربية بين الانتماء والهوية والتحديات المستقبلية في عصر الرقمنة

الدكتور ناريمان إسماعيل متولي

1-أهمية الدراسة ومبرراتها :

اللغة العربية لابد أن تكون لغة العلم والبحث ، لغة الحديث ، ولغة الأدب،أي أن اللغة العربية يجب أن تكون شاملة لكل العلوم والفنون والآداب ، فلا توجد حضارة إلا إذا كانت اللغة أساس تلك الحضارة ، وقد ارتبطت اللغة العربية بالقرآن الكريم ارتباطاً وثيقاً ويقول الله عز وجل ” إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ” ( يوسف : 2) .

لقد حدثت تحولات اقتصادية وسياسية ، واجتماعية وثقافية متعددة الأبعاد تخترق الوجود لتحطيم ثوابت الفكر وتراجع القيم الأخلاقية ، فخطر الثقافات الأخرى على ثقافتنا العربية يسعى إلى إلغاء الهوية والانتماء ، وعلى أبناء العربية رفض الهيمنة من الدول الكبرى ، لتدعيم الثقافة العربية الإسلامية ، واستنهاض آليات الحفاظ عليها من تحدي الاختراق الثقافي والحفاظ على الهوية في العصر الرقمي  .

وتواجه اللغة العربية الكثير من التحديات في عصر الرقمنة تسهم في ظهور العديد من القضايا والإشكاليات التي تعوق ظهور المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت بشكل يليق بأمة العرب ، حيث تشير الأرقام إلى أن حصة الإنتاج الفكري باللغة العربية المتاح على الإنترنت لا يتجاوز 1% من المعلومات المنشورة على الويب وقد يعود ذلك لبعض الصعوبات اللغوية والفنية لتدعيم هذا المحتوى .

وترجع أهمية هذه الدراسة إلى استنهاض اللغة العربية وتطويرها ، ومن ثم إيجاد آليات لتطوير الرقمنة ، وإثراء المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت .

كما تتمثل مبررات هذه الدراسة في التعرف على القضايا والإشكاليات التي تواجه اللغة العربية مثل الفجوة المعجمية ، وعدم وجود محرك بحث عربي ذكي يتعامل بشكل علمي مع خصائص اللغة العربية ، فضلاً عن إشكاليات المسح الضوئي الآلي ، وهي من العمليات المعقدة التي لم تتطور بالنسبة للغة العربية ، هذا بالإضافة إلى المساهمة في تطوير وإتاحة المحلل الصرفي ، وهو أداة رئيسة في معالجة اللغة العربية بالحاسوب ، هذا إلى جانب تمكين المستخدم العربي من استخدام لغته العربية لكسر حاجز اللغة عن طريق تعريب أسماء النطاقات ، كذلك التعرف على إشكاليات الترجمة وتعريب المصطلحات ، وأخيراً التعرف على المبادرات والمشاريع الإستراتيجية العربية في مجال الرقمنة ، وبالتالي إثراء وتدعيم المحتوى العربي ومكوناته الإبداعية على الإنترنت

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها :

تتمثل مشكلة هذه الدراسة في محاولة التعرف على التحديات التي تواجه اللغة العربية متمثلة في المحافظة على الانتماء والهوية في العصر الرقمي ، والتعرف على واقع العربية إزاء تحديات العولمة ، فضلاً عن إشكاليات وقضايا الرقمنة التي تقف حجر عثرة في تطوير وإثراء المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت .

وتتبلور مشكلة الدراسة في التساؤلات التالية :

أ‌) ما واقع اللغة العربية بين النشأة والحفاظ على الهوية والانتماء في العصر الرقمي ؟

ب‌) ما الدور المتنامي للغة العربية على الخريطة المعرفية ، وكيفية مسايرة التجديد والإبداع في عصر الرقمنة ؟

ج) ما التحديات التي تواجهها اللغة العربية أمام العولمة ؟

د) ما إمكانات التحول الرقمي للغة العربية في الفضاء الكوني ؟

هـ) ما القضايا والإشكاليات التي تواجه رقمنة الإنتاج الفكري العربي ؟

و) ما المبادرات والمشاريع الإستراتيجية في مجال الرقمنة ؟ وما انعكاسات ذلك على إثراء المحتوى العربي الرقمي ؟

أهداف الدراسة :

تتركز أهداف الدراسة في التعرف على التحديات التي تواجه اللغة العربية في كيفية الحفاظ على الانتماء والهوية في العصر الرقمي وبالتالي المحافظة على الثقافة العربية الإسلامية ، وصياغة شكل المجتمع الإنساني العربي ،كذلك التعرف على الدور المتنامي للغة العربية على الخريطة المعرفية باعتبارها ركيزة أساسية للمعرفة على اختلاف أنواعها وعبر القرون المختلفة ، وذلك لاستيعاب التحديدات وتسخيرها لحل المشكلات التنموية ، وإعداد نخبة بشرية متميزة تقنياً وفنياً لمواجهة تحديات التجديدات في الألفية الثالثة ، ومسايرة الإبداع في العصر الرقمي ، هذا فضلاً عن توضيح القضايا والإشكاليات التي تواجه التحول الرقمي للإنتاج الفكري العربي في الفضاء الكوني ومدى إمكانات هذا التحول ، كذلك التعرف على المبادرات والمشاريع الإستراتيجية العربية في مجال الرقمنة وبالتالي تطوير وإثراء المحتوى الرقمي العربي على العنكبوتية ، هذا إلى جانب أن الدراسة الحالية تسعى من خلال تحقيق أهدافها السابقة للخروج بمجموعة من التوصيات التي تسهم في النهوض باللغة العربية وحوسبتها في عصر الرقمنة ، وإثراء المحتوى العربي الرقمي .

منهج الدراسة :

تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي ، وذلك لمعرفة واقع ودور اللغة العربية في العصر الرقمي ، والتحديات التي تواجه رقمنة الإنتاج الفكري، والتراث العربي ، وقد استعانت الدراسة بهذا المنهج الذي يتلاءم مع هذا النوع من الدراسات ، وذلك بتحليل معطيات الواقع من خلال دراسة واستقراء الأدبيات المنشورة من بحوث ودراسات تناولت موضوع اللغة العربية والقضايا التي تواجهها في العصر الرقمي ، وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت ، كما تم رصد كل ما كتب عن الموضوع من خلال البحث في قواعد المعلومات ومواقع الإنترنت ذات العلاقة بموضوع الدراسة .

مفاهيم ومصطلحات الدراسة :

– الرقمنة : Digitization

عرفها أحمد الشامي وسيد حسب الله بأنها ” عملية تحويل البيانات إلى شكل رقمي ، وذلك بمعالجتها بواسطة الحاسب الآلي ( أحمد الشامي ، سيد حسب الله ، 2001)

كما عرفها ريتز Reitz بأنها التحويل من المعلومات التناظرية في أي شكل ( النصوص ، الصور، الصوت ، وغيرها ) إلى شكل رقمي مع الأجهزة الإلكترونية المناسبة (مثل الماسح الضوئي ، أو رقائق الحاسب ) بحيث يمكن معالجة المعلومات ، وتخزينها ، وتنتقل عن طريق الدوائر الرقمية ، والمعدات والشبكات Reitz, 2007: 21)).

– العولمة : Globalization

تعني سيطرة دول الشمال عن طريق تفوقها العلمي ، والتقني على الجنوب ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، بدعوى مساعدته على التنمية الشاملة , والعولمة تعني أيضاً عملية تسعى جاهدة إلى أمركة العالم ، أي نشر معالم الثقافة الأمريكية لتطغى وتهيمن على الثقافات المحلية للمجتمعات المستهدفة www.al-islam.com))

كما يعرفها برهان غليون بأنها ” الاتجاه نحو دمج العالم في منظومة واحدة ، الهدف منها استقطاب دول العالم ودمجها بين شمال صناعي وتقني متقدم وجنوب يعاني من أزمة تنمية مستمرة ، فالعولمة تجسد نشوء شبكات اتصال عالمية تربط جميع الاقتصاديات ، والبلدان والمجتمعات وتخضعها لحركة واحدة من خلال المنظومة المالية ، والمنظومة الإعلامية ، والاتصالية ، وأخيراً المنظومة المعلوماتية التي تجسدها الإنترنت .

( برهان غليون ، 1420هـ : 11).

-المحتوى الرقمي العربي : Digital Arabic Content

يعبر مفهوم المحتوى الرقمي العربي عن مجموعة من تطبيقات تعالج وتخزن وتعرض معلومات باللغة العربية ، وبرمجيات لإعداد تطبيقات تتلاءم مع اللغة العربية إلكترونياً ، وهو يشمل كل معلومة متوافرة باللغة العربية بصيغة رقمية، أي كل ما يتم تداوله رقمياً من معلومات مقروءة ، أو مرئية ، أو مسموعة ، وأهميته تنشأ من عاملين : أولهما : نشر وسرعة الوصول ومدى الانتقال إلى المتلقي ، وثانيهما : كثافة المحتوى الرقمي الذي أصبح من أهم عوامل التعبير عن الثقافة والحضارة على الصعيد العالمي http://www.alyaseer.net)) .

الدراسات السابقة :

تستعرض الباحثة الدراسات السابقة بعد مراجعة الأدبيات المنشورة والمتوافرة في الكتب ومقالات الدوريات العلمية المتخصصة ، هذا إلى جانب المستخلصات ، والمواقع المتوافرة على الإنترنت ذات العلاقة بموضوع الدراسة .

  • من أوائل الكتب التي ظهرت عن اللسانيات الحاسوبية العربية ، كتاب نبيل على ” اللغة العربية والحاسوب ” عام 1985م.وهو يقوم على دراسة الموضوع من منظور ثنائي نصفه عن اللغة مطبقاً على اللغة العربية ، والنصف الآخر حاسوبي طبق بعضه على العربية ، كما يتناول في الكتاب اللسانيات الحاسوبية العربية منطلقاً من مستويات التحليل اللغوية : الصوتية ، والصرفية ، والنحوية ، والمعجمية ، والأسلوبية ، وينتهي إلى تقديم عدد من البحوث المقترحة في مجال حوسبة ومعالجة اللغة العربية .
  • أما نزهة الخياط في دراستها الجادة بعنوان ” ترقيم النتاج الفكري المكتوب باللغة العربية : المحددات النظرية والإشكاليات ” عام 2001م، هدفت للتعرف على التوجه نحو العولمة ، مما يتطلب من المجتمعات ولا سيما المجتمع العربي صيانة هويتها الثقافية ، والإسهام في إثراء التراث الإنساني ، لذا ينبغي تقديم المحددات النظرية لرقمنة الإنتاج الفكري باللغة العربية ، وقياس مدى ملائمة ذلك مع واقع المجتمعات العربية ، ثم إبراز المعوقات التي تحول دون تحقيقه ، وهي تتبلور في مشاكل حوسبة اللغة العربية من حيث التطبيقات والخدمات ونظم التشغيل ، كذلك مشاكل معالجة وتقييس الكلمة والجملة ومشكلة المصطلح ، ثم إشكالية الملكية الفكرية للوسائط الإلكترونية .
  • وفي دراسة للهوش بعنوان ” نحو إستراتيجية عربية للدخول إلى عصر الفضاء الإلكتروني “عام 2001م ، هدفت للتعرف على القضايا المهمة الممهدة لدراسة إستراتيجية عربية معلوماتية ، للمشاركة الفاعلة في الفضاء الإلكتروني ، وحتى تأخذ الدول العربية مكانتها بين أمم العالم ، حيث أن التشريعات في الوطن العربي ما زالت دون المستوى المطلوب ، لمواكبة التحول الرقمي .ومن ضمن توصيات هذه الدراسة تشجيع وحماية المبادرات لصناعة برمجيات عربية ، واستخدام اللغة العربية في الفضاء الإلكتروني لإثراء المحتوى الرقمي العربي .
  • أما دراسة عبد الكريم الزيد بعنوان ” الاهتمام بالوثيقة العربية لتطوير المحتوى العربي “ عام 2006م ، فقد أوضحت الدراسة الأسباب التي تعوق رقمنة وتطوير الوثيقة العربية ، كما رأت الدراسة أن علاج هذه الأسباب يتمثل في المشاريع التي تقوم بها مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، وأن الفهارس والببليوجرافيات والأدلة ، وقوائم الاستناد من أهم أدوات تطوير الوثيقة العربية ، وقد قدم الباحث عدداً من التوصيات من أهمها : دعم المشاريع العربية التكاملية حالياً ، تهيئة المناخ المناسب للقيام بالمزيد من المشاريع التعاونية بين المكتبات العربية ، والاستفادة من تجارب الآخرين في رقمنة المكتبات والمحتوى العربي .
  • وفي الندوة التي عقدت بدولة الكويت عام 2006م ، التي كانت بعنوان “رقمنة وتطوير المحتوى الرقمي “ وقد كانت أهم توصيات الندوة القيام بمشروعات عربية رقمية من أجل تطوير المحتوى العربي ، وكذلك رفع درجة الاهتمام برقمنة الإرث الثقافي والحضاري للمجتمعات العربية ، والاهتمام بنشره إلكترونياً ، هذا إلى جانب التوصية باستغلال الموجه الجديدة من البرمجيات لبناء وتعريب التطبيقات الداعمة للمحتوى العربي، وتطوير محرك بحث ذكي للغة العربية .
  • وبالنسبة لدراسة نبيل على في ندوة “رقمنة وتطوير المحتوى الرقمي ” بالكويت بعنوان “ دور محرك البحث العربي في نشر الوثيقة العربية ” عام 2006م ، فقد أشار إلى أن نشر الوثيقة العربية على الإنترنت يتوقف على عدة عوامل منها : آله البحث والوثيقة ذاتها ، فمهما بلغت آلة البحث من كفاءة ، ستظل قدرتها محدودة بمدى قابلية الوثيقة للبحث ، وكان توجه دراسة نبيل على من خلال معالجة اللغة العربية آلياً تدعيماً للبحث والويب الدلالي Semantic Web وهو ما يعرف بويب بيانات من أجل المعالجة الآلية حاسوبياً .

وقد أبرزت الدراسة أهم مجالات البحث والتطوير فيما يخص رقمنة العربية من أجل دعم وتجهيز الوثيقة العربية ، والارتقاء بها بقدرات محركات البحث ، كما أشار نبيل على أن الوثيقة العربية يجب أن تستعد للدخول إلى عالم الرقمنة ، وذلك من خلال تجهيز الوثيقة والكشف عن بنيتها ، والتعرف على مضمونها ، وتطوير آليات بحث ذكية باللغة العربية سواء البحث الخاص في قواعد البيانات ، والبحث الموضوعي ، والبحث النصي ، والبحث الدلالي الذكي .

  • أما بالنسبة لكتاب سلوى حمادة بعنوان ” المعالجة الآلية للغة العربية : المشاكل والحلول “ عام 2009م ، فقد أشارت إلى أن المعالجة الآلية للغة العربية باتت ضرورة ملحة لمواجهة الغزو المعلوماتي الذي يقوم به الغرب والصهيونية بإغراق مواقع الإنترنت بمواد وبرامج باللغة العربية تغرب ثقافتنا وقيمنا ، بل وتهاجم القرآن الكريم ، وتشكك في رسالة الإسلام ، كما نبهت مؤلفة الكتاب إلى أن المعالجة الآلية للغة وحوسبتها فجرت قضايا كثيرة في تحليل المعلومات وعرضها وتمثيلها ، لتكون بصورة ملائمة للحاسب ،وأن هذه الصورة أفادت كثيراً في نقل المعلومات وتبادلها بين البشر .

والكتاب يتعرض لمشاكل عديدة أهمها مشكلة حوسبة المعجم اللغوي بصفة عامة والعربي بصفة خاصة ، أي تحويله من نص ورقي إلى نص حاسوبي ، ويتم ذلك من خلال عدة أبواب في الكتاب ، يعالج الباب الأول منها كيفية عمل ” معجم عصر المعلوماتية ” ، كما يعرض لظواهر الترادف والتضاد ، والاشتراك وكيفية التغلب عليها ، بوصفها من أهم المشاكل التي تواجه صناعة هذا المعجم ، وفي الباب الثاني يركز على مشكلات حوسبة الصرف والاشتقاق ، ويوضح الباب الثالث مشكلات التحليل اللغوي للغة العربية ، ومنها ظاهرة اللبس ، ويبين كذلك منهجية التغلب على هذه الظاهرة في اللغة العربية .

ويتطرق الباب الرابع لأحد التطبيقات اللغوية الحاسوبية والتي تفجر أغلب مشكلات اللغة وهي الترجمة الآلية ،ثم ينتهي الكتاب بمقترحات العمل المستقبلي في الباب الخامس .

  • وفي الندوة الدولية الأولي والثانية بعنوان “الحاسب واللغة العربية “ التي نظمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض عام 1428هـ /2007م، وعام 1431هـ/2009 م ، فقد كان لهما الأثر الكبير في التوجه نحو تفعيل الحركة اللغوية العربية لرقمنة الإنتاج الفكري العربي ، وإثراء المحتوى الرقمي على الإنترنت ، وقد تزامنت الندوة الدولية الأولي مع التطورات المتسارعة التي يشهدها مجال تقنيات المعلومات والاتصالات ، فضلاً عن ظهور بعض المفاهيم الجديدة والتطبيقات العامة الحيوية مثل التجارة الإلكترونية ، والحكومة الإلكترونية ، والتعليم الإلكترونيwww.iscal.org.sa ) ).

وبالنسبة للندوة الدولية الثانية فقد تضمنت عرض تجارب إقليمية ناجحة في صناعة المحتوى العربي ، والتحديات التي تواجهها ، وقد جاءت هذه الندوة الدولية تأكيداً وتعزيزاً للجهود الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله في سبيل دعم ونشر اللغة العربية والمعرفة العلمية ، ودعماً لقرارات الدورة التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت في الرياض ، حيث دعت إلى تعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين ، بما في ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت ، كذلك ضرورة وجود تعاون أكبر من قبل مختلف الجهات والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص في الدول العربية لتفعيل حضور اللغة العربية على صفحات الإنترنت ، وتشجيع إثراء المحتوى الرقمي العربي في كل المجالات العلمية والثقافية والإعلامية ، بجانب التركيز على ربط اللغة العربية باللغات الأخرى مع الحفاظ على خصوصيتها ، كذلك ضرورة لحاق العرب بتقنية الويب الدلالي وما يتطلبه من نظم ذكية لمعالجة اللغة العربية آلياً ، فضلاً عن التوجه لإيجاد محركات بحث عربية على الإنترنت ، هذا إلى جانب تشجيع العاملين في حقل المعالجة الآلية للغة العربية على تطوير محلل صرفي للغة العربية ، وكذلك تشجيع المبادرات التي تسهم في إثراء المحتوى العربي الرقمي ونشر الوعي بأهمية وجود مواقع متميزة باللغة العربية لخدمة المجتمع .

  • وفي أحدث دراسة لعلي سيف العوضي ، ونبهان حارث الحراصي بعنوان ” الفجوة الرقمية اللغوية : دراسة العوامل المؤدية إلى إخفاق الباحثين والأكاديميين العرب في تعزيز الأرصدة المعلوماتية الإلكترونية بالنص العربي “ عام 2010م ، هدفت للتعرف على ضعف وتراجع نفوذ اللغة العربية في مقابل التفوق الكبير الذي فرضته اللغة الإنجليزية في الحوزة على المحتوى الإلكتروني لمصادر المعلومات بشقيها العام والأكاديمي ، وتأتي هيمنة اللغة الإنجليزية واكتساحها القوي والسريع لصناعة المعلومات وتدفقها العامل الأول والأهم في إعاقة تقدم اللغة العربية ومحافظتها على دورها الراسخ كلغة علمية وأكاديمية .

والتزاماً بتناول منهجي لموضوع الدراسة فقد رأت الباحثة أن تسير الدراسة وفق المحاور التالية :

المحور الأول : نشأة اللغة العربية والحفاظ على الانتماء والهوية في العصر الرقمي

تعد اللغة العربية أهم مقومات الثقافة العربية الإسلامية ، وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطاً بعقيدة الأمة ، وهويتها ، لذلك صمدت أكثر من سبعة عشر قرناً دليلاً لحضارة أمتها ، وشاهداً على إبداع أبنائها حوالي تسعة قرون ( أحمد مدكور، د.ت : 182)ولكن كيف كانت نشأة وأصالة اللغة العربية ،وآراء بعض علماء الغرب في وصولها إلى درجة الكمال .

هناك نظريات متعددة ذكرت في نشأة اللغة تتلخص فيما يلي :

– الفضل في نشأة اللغة الإنسانية يرجع إلى إلهام إلهي ، هبط على الإنسان ، فعلمه النطق وأسماء الأشياء ” علم آدم الأسماء كلها ” ( البقرة :30).

– اللغة الإنسانية نشأت من الأصوات الطبيعية وسارت في سبيل الرقي شيئاً فشيئاً ، تبعاً لارتقاء العقلية الإنسانية ، وتقدم الحضارة وتعدد حاجات الإنسان .

– الفضل في نشأة اللغة يرجع إلى غريزة خاصة ، زود بها في الأصل جميع أنواع النوع البشري

– اللغة العربية “المفردات القرآنية “أول لغة للبشرية ، وهي اللغة التي نزلت مع آدم عليه السلام من السماء ، وبالتالي فاللغة العربية هي أصل كل اللغات على وجه الأرض، وهذا يبين فطرية لغتنا العربية وأصالتها ( على عبد الواحد وافي : 96-104) .

وهناك من يرى بأن كلمة لغة قد تكون أخذت من لوغوس اليونانية ( لويس معلوف ، 1966 : 726) .

وذكر ابن جني أن اللغة هي الإنسان ، وهي الوطن ، وهي الأصل ، وهي نتيجة التفكير ، وهي ما يميز الإنسان من الحيوان ، وهي ثمرة العقل ، وهي تستخدم للتفاهم والتعبير عن المشاعر والأفكار (ابن جني، 1913 (.

وذكر جون كارول John Carrol بأن اللغة العربية ذلك النظام المتشكل من الأصوات اللفظية الاتفاقية ، وتتابعات هذه الأصوات التي يمكن أن تستخدم في الاتصال المتبادل بين جماعة من الناس ، والتي يمكنها أن تصف بشكل عام الأشياء ، والأحداث ، والعمليات في البيئة الإنسانية .(Carrol,Johm,1966)ويشير أرنست رينان بقوله ” إن من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القومية ، وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحارى ، عند أمة من الرحّل ، تلك اللغة التي فاقت اللغات الأخرى ، بكثرة مفرداتها ، ودقة معانيها ، وحسن نظام مبانيها ، كما يذكر الأمريكي وليم درل بأن اللغة العربية من اللين ، والمرونة ، ما يمكنها من التكيف وفق مقتضيات هذا العصر ، وهي لم تتراجع فيما مضى أمام أية لغة أخرى من اللغات التي احتكت بها ، وستحافظ على كيانها في المستقبل ، كما حافظت عليه في الماضي ( نقلاً عن : أنور الجندي : 28) .

وقد ذكر الايطاليون أن لغة العرب تمتاز بجمالها ، وموسيقاها ، كما أن العالم الألماني فرينباغ يشير إلى غنى اللغة العربية في قوله : ليست لغة العرب أغنى لغات العالم فحسب ، بل الذين نبغوا في التأليف بها لا يمكن حصرهم .

أما الفرنسيون فيقولون عن العرب أن لغتهم تمتاز بالوضوح (محمد كامل حسين :58)

كما يشير فرجسون Ferguson في دائرة المعارف البريطانية أن اللغة العربية تعتبر أعظم اللغات السامية ، وهي إحدى اللغات العظمي Ferguson, C.,1971:182))

وبالنسبة لعالمية الدعوة الإسلامية فقد وجدت اللغة العربية مجالها الحيوي بوصفها لغة القرآن الكريم ، حيث استطاعت أن تجسد هذا المعنى عندما أصبحت لغة الوحي الإلهي ، واختارها الله سبحانه وتعالى لغة التنزيل العزيز إذ يقول في محكم آياته ” وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربياً “( الشورى :7)

فاللغة هي قدر الإنسان ، وثقافة كل مجتمع تتبلور في اللغة ، وفي معجمها ، ونحوها ونصوصها وفنها وآدابها ، فلا حضارة إنسانية بدون نهضة لغوية ، فاللغة العربية هي واحدة من اللغات الإنسانية التي يتحدث بها الملايين من العرب والمسلمين ( عبد البديع قمحاوي :1-3)

كذلك يرى بصيري كيهندي قمرالدين Kamorudeen Busari في دراسته عن اللغة العربية ومفهومها الثقافي أنها لغة عالمية بالنسبة للمسلمين في كل مكان حيث يستخدمونها في صلاتهم وعباداتهم ، بجانب قراءة القرآن باللغة التي أنزل بها ، كما ذكر بأن ترجمات القرآن إلى اللغات الأخرى ليس في النص ، ولكن ترجمة معاني فقط .

( Busari,K.,2004)

إن اللغة العربية تتميز بقدرتها الفائقة على الاشتقاق ، وتوليد المعاني ، والألفاظ ، وقدرتها على التعريب ، واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى ،إلى جانب غزارة صيغها ، وكثرة أوزانها ، وهذه السعة من المفردات والتراكيب أكسبتها القدرة على التعبير بوضوح وسلاسة ، وقد قال حافظ إبراهيم على لسان لغتنا الجميلة :

وسعت كتاب الله لفظاً وغاية وما ضقت عن أي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آله وتنسيق أسماء لمخترعات

أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ؟

ويشير نبيل على أن تقنيات المعلومات جاءت لتضع اللغة العربية على قمة الهرم المعرفي ، فهي الركيزة الأساسية للعملية التعليمية ، كما أنها تعنى بتأصيل الذات الثقافية للمجتمع ضماناً لاستمرار وجوده ، وتواصل أجياله ، والدفاع عن قيمه ومعتقداته ، والإسهام في صنع المستقبل في العصر الرقمي .( نبيل على ، 1988 : 171-180)

وبالنسبة لخصائص ومزايا اللغة العربية فقد شاركت العربية في ازدهار الثقافة العربية الإسلامية ، وهنا تبدو الأهمية الكبرى لتدعيم مكانة اللغة العربية ، والعمل على نشرها وتطويرها ، لأن في ذلك حماية للأمن الثقافي والحضاري للأمة العربية ، فاللغة هي قضية كيان ودعامة النظام العربي الإسلامي ، وهي الأداة المثلى لمعرفة مبادئ الدين ، وفهم أحكامه ، هذا إلى جانب أنها لغة التراث العربي الإسلامي ، والعمل على تطويرها في العصر الرقمي أمر حتمي من أجل التماسك الثقافي للأمة العربية ،وللإبداع الفكري المتميز، ولتأكيد الانتماء والهوية (www.isesco.org.ma)

إن حماية اللغة العربية باعتبار أنها أهم أسس القومية والهوية ، يتبلور في استكشاف الآليات التي تساعد على تدارك النقص الهائل في المحتوى العربي على الإنترنت ، لرسم الملامح الوطنية والحفاظ على الهوية العربية http://discover-syria.com))

وبالنسبة لعالمية اللغة العربية فقد أصبحت هي اللغة العالمية الأولى في مختلف العلوم والفنون في عصر ازدهار الحضارة العربية الإسلامية منذ القرن الثالث الهجري ، وقد نشأت مراكز لدراسة اللغة العربية في باريس وأكسفورد وروما ، وقد أصبحت هذه اللغة لغة الثقافة والتجارة ووسيلة الاتصالات الدولية ، وبسبب انتشارها وعالميتها ، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها العامة في ديسمبر 1973م، إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية .( عبد الكريم خليفة ، 2003: 20 -21)

في العصر الرقمي وما تحتمه دوافع حفظ الانتماء والهوية ، يدفعنا كعرب للبحث في معرفة معلوماتية عربية اللغة والمقصد ، فالحفاظ على التراث العربي والتاريخ الطويل للأمة العربية لن يكون إلا باستيعاب التقنيات الحديثة وتطوير كل ما يسهم في الترويج للثقافة العربية في الفضاء الكوني ، وإثراء المحتوى الرقمي العربي ، لتحقيق الصحوة الإبداعية الرقمية ،وإلا فقدنا وجودنا في العصر الرقمي .

وفي ظل التحديات والمخاطر التي تحيق بالعرب وتمييع الهوية العربية ، ومن خلال الحرص على تعزيز الهوية ، والانتماء الوطني ، فقد كانت القمة العربية في الرياض 2007م ، تضع نص الإعلان الصادر عنها من خلال العمل الجاد لتحصين الهوية العربية ، ودعم مقوماتها ،حيث تلعب اللغة العربية دور المعبر عن هذه الهوية والحافظة لتراثها (قمة الرياض ، 1428هـ)

لقد قام القرآن الكريم بالدرجة الأولي، والشعر العربي بالدرجة الثانية ، بالحفاظ على الهوية الثقافية للأمة العربية عبر تاريخها الطويل ، وللقرآن الفضل الأول في رفع شأن الأمة والحفاظ على هويتها اللغوية والثقافية ( خالد اليوبي ، 1430هـ)

كما يؤكد ذلك سعد الحاج بكري بأن الله سبحانه وتعالى شاء للغة العربية أن تكون لغة كتابة الكريم ، وعلى ذلك فهي ليست مجرد لغة ، وهي ليست محور انتماء قومي ، بل إن فيها كلام الله سبحانه وتعالى ،ورسالة الإسلام للبشر أجمعين ( سعد الحاج بكري، توفيق القصير ، 1996).

المحور الثاني : الدور المتنامي للغة العربية على الخريطة المعرفية ومسايرة التجديد والإبداع في عصر الرقمنة :لقد تبوأت اللغة العربية موقعاً بارزاً على خريطة المعرفة الإنسانية ، وقد أقامت اللغة مؤخراً علاقة وطيدة مع الهندسة ،وذلك من خلال هندسة الذكاء الاصطناعي ، التي تساهم فيها اللسانيات الحاسوبية Computational Linguistics ، بقسط وافر ، كما تنفرد بمثل هذه الشبكة الكثيفة من العلاقات المعرفية ، وهذا ما يؤكد موقعها على الخريطة المعرفية فهي الركيزة الأساسية للمعرفة على اختلاف أنواعها ، وكذلك ركيزة الفلسفة عبر القرون ومحور تقنيات المعلومات ، وهندسة معرفتها ، ولغات برمجتها ، ورقمنة تراثها ، وإحياء حضارتها .

ويذكر نبيل على في هذا الصدد أن اللغة أصبحت أهم العلوم المغذية لتقنيات المعلومات ، فكيف نهيئ لغتنا العربية لمطالب عصر العولمة ؟خاصة بعد أن صار علم اللغة الحديث يستند إلى الرياضيات ، والهندسة ، والإحصاء ، والمنطق ، والبيولوجي ، والفسيولوجي ، والسيكولوجي ، والسوسيولوجي ، وأخيراً علم الحاسوب ونظم المعلومات .

كما يشير أيضاً نبيل على إلى كيفية الاهتمام بالمعالجة الآلية للغة العربية ، وتعريب نظم التشغيل ، وتصميم لغات برمجة عربية ، والاستعداد للدخول إلى عصر الترجمة الآلية ، ويؤكد بأن هناك جهود مثمرة في معالجة اللغة العربية آلياً ، مثل الصرف الآلي ، والإعراب الآلي ، والتشكيل التلقائي ، بناء قواعد البيانات المعجمية ، فالعربية لغوياً وحاسوبياً ، يمكن النظر إليها بلغة الرياضيات الحديثة على أنها فئة عليا Superset ، تندرج في إطارها كثير من اللغات الأخرى ، كحالة خاصة من هذه الفئة العليا ( نبيل على ، 1988)

وتشكل اللغة الأم الأداة الأولى في تداول المعرفة ، واللغة العربية لغة قابلة للتطور ، واستيعاب الجديد والمبتكر في العلوم والتقنية ،ولكن مع التسارع الذي يجتاح دولنا العربية ، والتحول السريع نحو مجتمع المعرفة ، يدعونا إلى تنشيط تطور اللغة ( منصور فرح ، 2006: 7)

أما بالنسبة لمسايرة اللغة العربية للتجديد والإبداع في عصر الرقمنة فإن التطور الهائل في ميادين تقنيات المعلومات واتصالاتها ، ونظم المعلومات ، والإلكترونيك ، والسبيرنتيك ، والأوتوماتيك ، أو ما يسمى الآن بالبيروتيك ، والروبوتيك ، والتليماتيك ، فهذه العلوم الحديثة يطلق عليها علوم التجديد والحداثة ، وهذه التجديدات تحدد مكانة كل دولة على الخريطة المعرفية ،ودولنا العربية ،ستكثف جهودها لاستيعاب التجديدات وتسخيرها لحل المشكلات التنموية ، وإعداد نخبة بشرية متميزة تقنياً وفنياً لمواجهة تحديات التجديدات في الألفية الثالثة ، التي لا تقبل الأمم الضعيفة تقنياً وإبداعياً ،وإلا حكمت على نفسها بالدخول تحت طائلة الاستعمار الجديد من خلال زحف العولمة ( حمزة الكتاني: http://www.arabization.org.ma) )

إن التعليم بغير العربية سيرسخ التبعية الثقافية للآخر ، ويكرس مفهوم عجزها وحضورها في استيعاب المعطيات العلمية ، ومسايرة ركب الحضارة بعدم استيعابها للمفاهيم المعاصرة والمستجدات العلمية والفكرية .

ويمكن الإشارة في هذا الصدد إلى المعوقات التي تعترض التعليم والبحث باللغة العربية :

– مشكلة المصطلحات وتوفرها في كل ميادين المعرفة .

– مشكلة توفر الكتب والمؤلفات والمراجع باللغة العربية .

– مشكلة التجهيزات بالحرف العربي وإمكانية تشكيل النصوص لتيسير القراءة والفهم والاستيعاب .

– هيمنة اللغة الإنجليزية فهي المحرك الأساسي والداعم للباحثين العرب في اللجوء إلى الكتابة والتأليف باستخدامها ، وذلك لتكيف هذه اللغة مع تقنية الحاسب والشبكات ، وهذا ما افتقرت إليه اللغة العربية ، هذا إلى جانب أن الدول العربية ساعدت على استيراد التقنيات جاهزة من بلاد المنشأ باللغة الإنجليزية دون بحث سبل تطويع هذه التقنيات لخدمة اللغة العربية ( على العوفي ، نبهان الحراصي ، 2010)

المحور الثالث : اللغة العربية وتحديات العولمة بين الانهيار والنهوض لاستعادة المجد الحضاري العربي

إن ثقافة التغيير والتأقلم مع متطلبات التطور المعرفي ، وصلت إلينا متأخرة كعرب ، حيث أننا بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في وعينا لحقيقة أن دخولنا في عصر اقتصاد المعرفة هو السبيل الوحيد لنجاحنا في مواجهة تحديات العولمة .

فالعولمة والثورة الاتصالية والمعلوماتية ، أعادت توجيه المسألة لتدخل في إطار ما يسمى بحوار الحضارات ، وضرورة الاعتراف بالآخر والتعامل معه، مع الحرص في نفس الوقت على بلورة الهوية والانتماء ، والحفاظ على الخصوصية من خلال التواصل الثقافي الذي يرى فيه كثير من أعلام الثقافة والفكر العربي ضرورة حياة وانتماء وتأكيد للهوية العربية .

ويشير عبد المجيد الرفاعي إلى أن اللغة العربية تقف أمام تحديات تحتاج إلى تكاتف علماء اللغة ، والمختصين بعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلوم تقنيات المعلومات ، بالإضافة إلى جهود وزارات التربية والتعليم ، والجامعات ومراكز البحوث والدراسات ، ومجامع اللغة العربية ، فعليهم العناية بهذه القضية ، فاللغة القومية هي من المقومات الأساسية للشخصية العربية ، والهوية القومية والانتماء في زمن تحديات العولمة( عبد المجيد الرفاعي ، 2007).

واللغة العربية تعاني أزمة حادة ومزدوجة في ضوء عصر العولمة والمعلوماتية ، فهي تشارك اللغات الأخرى تحديات العصر ، ومن جهة أخرى تعاني أزمة خانقة على مستويات التنظير ، والتعجيم ، والتعليم والتوظيف والتوثيق . وما تعاني منه العربية اليوم يرجع إلى عجز أهلها وتقاعسهم ، لا نقص في تأهيلها ، إذ العربية مؤهلة أكثر من غيرها ، ليس فقط لتلبية مطالب مجتمع المعرفة ، بل أيضاً لتقوم بدور طليعي في المعرفة اللغوية على المستوى الإنساني لما تتمتع به منظومتها النحوية والصرفية والمعجمية من خصائص ومميزات قلما توجد في لغة أخرى (نبيل على ، نادية حجازي ، 2005)

ويشير حبيب سروري أن اللغة العربية التي كانت لغة الحضارة في القرون الوسطى ، لم تعرف أي إصلاحات تجعلها تواكب حاجة العصر ، فلم تعرف أي تحديثات في بنيتها ، أو تغيرات في قواميسها تعكس علاقتها بالتطورات المعاصرة ، فقد اندثرت معظم كلمات قواميسها اليوم كتابة ونطقاً ، وأصبحت معظم كلماتها واستخداماتها الجديدة غائبة عن القواميس ( حبيب عبد الرب سروري ، 2009)

وعلى ذلك فاللغة العربية يجب أن تواكب عصر الرقمنة من خلال مشاريع للنهوض بها وإدماجها في العصر الرقمي ، حتى لا يشعر الإنسان العربي بالعزلة الفكرية عن الحياة والحداثة بطريقة لا تسمح له بمواكبة عصر العولمة ، فنحن نواجه عصراً جديداً لا يكون الصراع فيه على المصادر الأولية أو طرق التجارة ، بل على حقوق الطبع ، والأفكار ، وبراءات الاختراع مع ما يتبع ذلك من تجنيس لثقافات العالم ، وطمس لخصوصيتها (نبيل على ، 2002: 39)

ويشير هشام العباس إلى أنه مع مرور الوقت فقد نشطت الأوساط الدولية في طرح قضية العولمة في مجالات أخرى كالثقافة والمعلوماتية والتجارة ، وتمثل شبكة الإنترنت للمعلومات نموذجاً دولياً للعولمة المعلوماتية من خلال ما تمثله هذه الشبكة الدولية في عولمة المعلومات ، وكذلك آثارها المختلفة على المتعاملين معها ، مستفيدين وعاملين ، فالعولمة فرص ومخاطر ، ولا ينبغي أن نغفلهما ( هشام العباس ، 2006: 82)

كل ذلك يشهد أن هناك خطراً فعلياً من قبل نظام العولمة ، يهدد وجود الكثير من لغات العالم ، ومن ضمن اللغات المهددة اللغة العربية ، ولا يخفى أن اللغة العربية (نسبة الأمية في الناطقين بها قد يصل إلى 60% ) وظلت عبر تاريخها تستند في قدرتها على البقاء إلى العامل الديني والقومي ، وهاتان الدعامتان الآن ، مستهدفتان من قبل نظام العولمة ، لأنه يعتبرهما حجر العثرة الأبرز في طريقه (خالد اليوبي ،1430هـ)

إن العولمة الثقافية ستقلص الكم الهائل الموجود اليوم من اللغات ، إلى أقل من نسبة 4% ، خاصة أن اللغات تتراجع أمام غزو اللغات القومية ، وخاصة اللغة الإنجليزية ، وأنه لن يبقى من اللغات في مواجهة اللغة الإنجليزية سنة 2200م ، غير اللغتين العربية والصينية لخصوصية حضارة كل منهما ، ورسوخ قدمهما في المقاومة عبر السنين (محمد عبد الحي، 2003: 64)

فأبناء العربية قد دفعتهم العولمة وتقنية المعلومات إلى مراجعة الأهداف والأدوار والبرامج في ضوء المعطيات الجديدة ، وأصبح توجههم الآن أن اللغة العربية يجب أن تواكب عصر الرقمنة ، فالعولمة تتميز بخلقها فضاءً معرفيا كونياً ، مفتوحاً لجميع الشعوب ، وبإمكانه أن يكون طوق نجاة لانطلاق ونهضة لمن يجيد الحوار والتعامل.

فالعولمة بإمكانها أن تسمح للشعوب العربية بالنهوض السريع واستعادة المجد الحضاري ، أو الانهيار السريع ، فهي تهب الازدهار والتقدم لمن يتكيف معها ، ونحن العرب نحاول استعادة المجد الحضاري العربي من خلال حل قضايا اللغة العربية ، وإشكالاتها والنهوض بالثقافة العربية واللغة ، مما يدعم مكانتنا أمام العالم ، وعلى ساحة الإنترنت ، وإثراء المحتوى العربي الرقمي ،فعصر العولمة يطالب العرب بأن يكونوا أكثر إدراكاً لما يجري حولهم ، من انتقال سريع للمعرفة ، وتبادل واسع للثقافات .وكما يذكر سروري أن نهوض أي حضارة يعني نهوض لغتها وثقافتها (حبيب عبد الرب سروري ، 2009)

ومن المعوقات والعراقيل التي تواجه العرب في مواجهة العولمة ، أنه لا يوجد بني تحتية قوية للمنظومات المعلوماتية العربية وأنه يجب أن نواجه التدفق المعلوماتي بتدفق عربي حتى نعبر الفجوة الرقمية ، ونستطيع النهوض السريع ونكون منتجين للمعرفة وليس مستهلكين لها ،لنؤكد دخولنا قرن اقتصاد المعرفة .

وتشير نزهة الخياط في ورقتها البحثية المتميزة عن الرقمنة التعاونية للتراث الفكري أن الكتلة الناطقة باللغة العربية التي تتعدى في مجموعها (300) مليون نسمة ، وعلى إرث من الإنتاج الفكري لا يستهان به عدداً ونوعاً ، كل ذلك لا بد أن يدفعنا إلى مواجهة الاحتكار وإلى المنافسة ، وهذا يتطلب توفير إمكانات مادية ضخمة ، وتوفير كفاءات فكرية متخصصة في مجالات المعلومات والتقنية المرتبطة بها ، كفاءات قادرة على تجميع التراث الفكري من مصادرة المتنوعة والمتباعدة بقصد رقمنته ، وإتاحته عبر الشبكات ، وانسياب تداول المعلومات على المستويات المحلية ، والإقليمية ، والعالمية (نزهة الخياط ، 2003)

وما أشارت إليه نزهة الخياط يساعد ويدعم توطين التقنية ، فالدول العربية لديها الإمكانات الفنية والقدرات البشرية المبدعة ، والقدرات المادية في مواجهة أخطار العولمة التي تسعى إلى توحيد الثقافة العالمية ،وإلغاء الثقافات الأخرى ، أي تمركز العالم حول قطب واحد وهيمنة أمريكية جديدة ، فهل من حل أمام الزحف العولمي لاستعادة المجد الحضاري العربي ؟

المحور الرابع : اللغة العربية والتحول الرقمي في الفضاء الكوني

إن أبرز التحديات التي يواجهها عالمنا العربي، تلك التحديات الخاصة بنشر اللغة العربية على الإنترنت من خلال رقمنة الإنتاج الفكري العربي ، مما يفرض علينا المزيد من الجهد لهذا التحول ، مما يفتح فرص التلاقي والتفاعل ، ويجعل للدول العربية وجوداً متميزاً على العنكبوتية ، حيث تحتل اللغة العربية المركز الثامن ضمن لغات العالم بالنسبة لحجم المحتوى العربي ، فقد ظهر أن الصفحات العربية على الإنترنت لا تتجاوز 1و.% من أجمالي عدد الصفحات على الإنترنت (أي ما يعادل صفحة واحدة مقابل كل ألف صفحة ) وهذا يدل على تدني إنتاجية صناعة المحتوى العربي ، على الرغم من أن الناطقين بالعربية يشكلون حوالي 5% من سكان العالم .

وتتوقع الإحصائيات أن يصل عدد الصفحات العربية عام 2012م إلى نحو (5و1) مليار صفحة حيث معدل نمو سنوي بمقدار 80%حتى عام 2010م ، 60% ، في السنوات التي تليها . وقد بلغ مستخدمي اللغة العربية في الإنترنت عام 2009م ، أكثر من 49مليون مستخدم يمثلون حوالي 17% من مجمل تعداد الناطقين بها في العالم ، ولم تتجاوز نسبتهم من مجمل مستخدمي الإنترنت في العالم 3% ، كما يتمتع مستخدمي الإنترنت العرب بنسبة نمو هي الأعلى من بين سائر اللغات في العالم إذ فاقت نسبة النمو 1800%.

www.internetworldststs.com)

ويتفق العرب على أن هناك ضرورة لتفعيل وجود العربية على الإنترنت حيث أن المواقع الإلكترونية أصبحت في الآونة الأخيرة تعاني من نقص شديد في محتواها العربي ، فضعف التواجد العربي على الإنترنت قد يؤدي بالعربية إلى خروجها من دائرة الفعل العالمي والحضاري .

وتؤكد هذه الدراسة أنه يجب أن يكون هناك إستراتيجيات عربية ، واستكشاف آليات تعمل على تدارك النقص في التحول الرقمي على الإنترنت ، وتدعيم صناعة محتوى متميز يثري التواجد العربي في الفضاء الكوني .

ويشير مفهوم التحويل الرقمي إلى تحويل محتوى الوسائط المادية (بما فيها مقالات الدوريات ، الكتب ، المخطوطات ، الصور الفوتوغرافية ، الأفلام ، المواد السمعية والمرئية إلى الشكل الرقمي ونشره على الإنترنت كوسيلة للتوزيع الواسع والشامل للمعرفة في الوطن العربي ( Houissa,Ali,2000)

ويشير على فرغلي بأنه يجب تفعيل وجود اللغة العربية على الإنترنت ، خاصة بعد أن أكدت الدراسات التطبيقية والنظرية الإمكانات الضخمة لأتمتة وحوسبة أنظمة العربية بما لها من خصائص تساعد على برمجتها آلياً، فالنظام الصوتي في اللغة العربية والعلاقة الوثيقة بين طريقة كتابتها ونطقها يدل على قابلية اللغة العربية للمعالجة الآلية بشكل عام ، وتوليد الكلام وتمييزه بصورة خاصة (على فرغلي ، 775)

كما يذكر لاروسي Laroussi بان المشكلة في التحويل الرقمي تتمثل في الحروف الهجائية للغة العربية ومن ثم عملية ترميز وتشفير هذه الحروف في البرامج الحاسوبية ، كذلك الافتقار إلى معايير موحدة لتمثيل وعرض النص العربي في الإنترنت (Laroussi,F.,2003)

كما يشير نبيل على بأن العربية دخيلة على لغات البرمجة ، لذلك ظهرت بعض المشكلات في الحروف العربية على مستوى الصرف والنحو ، الأمر الذي يؤدي إلى انغلاق نصي يؤدي بدورة إلى انعزالية وثائقنا العربية على الإنترنت ، بل الأخطر من ذلك أن اللغة العربية في ظل العولمة وثورة المعلومات تتعرض لحركات تهميش نشطة ، بفعل الضغوط الهائلة الناجمة عن طغيان اللغة الإنجليزية على الصعيد السياسي والاقتصادي والتقني والمعلوماتي ، وهنا علينا أن ندرك مدى خطورة ما يعنيه اقتصادياً وثقافياً وسياسياً قرار منظمة التجارة العالمية ( الجات ) بعدم اعتبار اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية (نبيل على، 2003)

وهذا ما دعا الحضور في القمة العربية الثانية والعشرين في “سرت”بالجماهيرية الليبية ، مارس 2010م ، إلى تأكيد إدخال اللغة العربية في منظمة التجارة العالمية ، حيث يشكل قراراً مصيرياً لأنه يؤدي إلى إحياء اللغة العربية واستخدامها بشكل أكثر فعالية في الحياة الاقتصادية والتجارية والتقنية ، وأن التهاون بهذا الأمر هو حكم على اللغة العربية بالضعف والعزلة من الحياة الاقتصادية والتجارية والعلمية مع ما يستتبع ذلك من عزوف من استخدام العربية في هذه المجالات لاحقاً ، وعلى الرغم من أن المبالغ المطلوبة لاعتماد اللغة العربية كلغة عمل في منظمة التجارة العالمية هو (15) مليون دولار في السنة ، وهذا ما دعا بعض الدول إلى رفض هذا القرار ، على الرغم من أن إدخال اللغة العربية في ترجمة المصطلحات والقوانين والرموز أمر له أهميته البالغة. ( http://kuna.net.kw )

المحور الخامس : اللغة العربية وقضايا الرقمنة

اللغة العربية هي مستودع كنوز الأمة ، وجسرها للعبور من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل ، فاللغة هي سر كيان الأمم ، وعنوان وجودها ، والطريق إلى التلاحم والتواصل الفكري مع الآخرين

أن مجتمع المعرفة يؤكد على خلق أساليب حديثة في استعمال اللغة العربية وذلك لتغطية المتغيرات لما يسمى بالصناعات اللغوية أو تقنيات اللغة .

فالدول المتطورة أقامت مشروعات عملاقة لتخضع التقنية لخدمة لغاتها وليس العكس ،وهذه الصناعات اللغوية ، بدأت دورها الريادي في الجامعات ومركز البحوث العلمية ، وهو ما يعرف بهندسة اللغة / أو الهندسة اللسانية ، فهي من أهم مقومات اللسانيات عامة ، واللسانيات الحاسوبية على وجه الخصوص ، وينصب حالياً اهتمام الباحثين بتوليد اللغة ، وفهمها ، وترجمتها آلياً ، بينما يهتم آخرون بمعالجة الوثائق ، وتفسيرها ، عبر شبكات الحواسيب .

ومن نتائج الصناعات اللغوية : نظم حاسوبية ، تمكن آلياً من تحويل الكلام المنطوق ، نصاًَ مكتوباً ، والنص المكتوب ، كلاماً منطوقاً ، وتحويل نص من لغة إلى لغة أخرى ، أي الترجمة الآلية ، إضافة إلى النظم التي تؤمن تصريف الأفعال والأسماء وتحليل الكلام والتراكيب ، واستخراج أبرز ما جاء فيها من معانٍ www.arabrenewal.com)).

كما يشير رضوان الدبس أن تطوير نظام إعراب آلي قوي للجمل العربية يعد مقوماً أساسياً حتى يمكن أن تلحق العربية بالجيل الثالث من تطبيقات معالجة اللغات الإنسانية ، كذلك تشكيل النص آلياً لتخليص النصوص العربية من اللبس الناجم عن غياب التشكيل ، وما إلى ذلك ( رضوان الدبس ، 2003: 23).

وستعرض الدراسة بعض القضايا والإشكاليات الخاصة برقمنة اللغة العربية ، التي تؤدي إلى تقليص حجم المحتوى العربي على الإنترنت ، وهذا يستوجب تطويع عدد من التقنيات التي تتلاءم مع الطبيعة الخاصة للغة العربية .

1-الفجوة المعجمية العربية وأزمة الموسوعات ودوائر المعارف على الإنترنت

تتمثل هذه الفجوة في طغيان روح التقليد على المعاجم العربية الحديثة وعدم مسايرتها للمفاهيم والمصطلحات الجديد ة، مما يعني أنها لا تعكس كفاية المتكلم العربي المعاصر، والمعاجم في اللغة العربية صناعة قائمة بذاتها ، وعلم له أسسه ومنهجياته ، وما جهود الخليل ابن أحمد ، والزبيدي ، وابن منظور ، والأزهري ، وغيرهم إلا دلائل تشهد بازدهار هذا العلم والمعجم لا يمكن أن يستغني عنه باحث ولا دارس مهما كان حقل تخصصه ، ومجال دراسته ، ومن هنا بدأ التفكير في حوسبة المعاجم العربية للتغلب على صعوبة الوصول إليها ، وكذلك تطوير المادة المعجمية وإثرائها ، وهذا ما يؤدي إلى فهم المعنى بصورة أدق وأوضح في حالة البحث في المعاجم الآلية (سلوى حمادة ، 2009: 23) .

وقد صنف نبيل على المجالات الرئيسية لاستخدام الحاسوب في ميكنة المعجم بثلاثة حقول هي :

– تخزين المعاجم إلكترونياً على شرائح ممغنطة أو ضوئية ، وذلك لاستخدامها في المعالجات اللغوية المختلفة ، وفي أغراض الترجمة الآلية ، والتعليم ، واكتشاف وتصحيح الأخطاء الإملائية .

  • تحليل مفردات المعجم والمستخدمة في شرح معاني مفرداته ، وهي دراسات ذات أهمية خاصة لبحوث الدلالة المعجمية ونظم الفهم الأوتوماتي ، واسترجاع المعلومات ( نبيل على ،1988) .

ومن ناحية مشروع بناء معجم عربي على أساس قواعد ذخائر النصوص فإن هذا المشروع هو المدخل الطبيعي لإدخال صناعة المعاجم العربية في عصر المعرفة عن طريق تحويل محتوى متن المعجم العربي ، وبخاصة شق تعريف المعاني إلى شبكة دلالية Semantic Web ، أسوة بما تم في المعاجم الأجنبية ، ويعد ذلك إحدى الركائز الأساسية لتهيئة اللغة العربية لدخول مجال الذكاء الاصطناعي والتنقيب عن المعرفة في ذخائر النصوص (نبيل على ،2007) .

كما تشير سلوى حمادة أن ” معجم عصر المعلوماتية لا يصنعه اللغويون فحسب ، وإنما يصنعه العلماء في اللغة والمتخصصون في علوم كثيرة ، لذلك يجب تكوين فرق عمل من تخصصات مختلفة ، فريق لغوي ، وفريق منطقي وفريق بلاغي ، وفريق هندسي ، وفريق فلسفي …إلخ “متعاونين مع أفراد يتقن الواحد منهم ضرباً من الفن الذي لا بد منه لإخراج معجم يرضي أساطين اللغة ، وغيرهم من العلماء ، ويفيد الطلاب ، وسائر القراء ،فأهمية اللغة العربية ، واكتشاف مكنوناتها ، والاستفادة منها ، والحفاظ عليها ، لا تقل أهمية عن أية ثروة مادية أخرى مثل الذهب ، والبترول (سلوى حمادة ، 2009 : 19) .

ويشير عمر مهديوي وسلوى حمادة إلى أنه عند وضع المعاجم الآلية يجب الأخذ في الحسبان خصائص الكلمات ومدلولاتها ، وذلك بهدف تجاوز ثغرات المعاجم التقليدية ، ومن ثم إيجاد حلول للكثير من القضايا اللغوية التي تواجه المعالجة الحاسوبية للغات الطبيعية من قبيل اللبس الدلالي للمفردات والعبارات والنصوص ، والترجمة الآلية ، وغيرها من التطبيقات الآلية .ولذلك لا يجب أن يغفل واضعو المعاجم عامة قضايا الترادف والمشترك اللفظي والتضاد ، وغيرها من العلاقات الدلالية ، لما لها من قيمة مضافة تتمثل في إزالة اللبس الدلالي والتركيبي ، ومن ثم صياغة معمارية المعجم وفق بنية قوية ومحكمة مستمدة من المفاهيم اللسانية الخوارزمية ، وبالتالي التمكن من حل مشاكل التحليل اللغوي والآلي ( عمر مهديوي ، سلوى حمادة ، 2006) .

كما تشير الدراسات إلى أن حوسبة المعجم العربي تمر حالياً بنقلة نوعية ترجع إلى عدة عوامل أهمها :

– ما وفرته تقنيات المعلومات من وسائل لتجميع المادة المعجمية وتصنيفها وتحريرها ، ومن أهم هذه الوسائل ما يعرف بذخائر النصوص المحوسبة Computerized Textual Corpora ، التي تخزن بها عينة من النصوص الفعلية يتم على أساسها تحديد معاني الكلمات داخل سياقاتها الفعلية .

– التوسع في نظم معالجة اللغة آلياً ، خاصة نظم الترجمة الآلية ، والنقلة النوعية الحالية نحو النظم الآلية لتحليل مضمون النصوص وفهمها أوتوماتيكياً ، وهو ما يتطلب تحليلاً معمقاً لمتن المادة المعجمية في صورة ما يعرف بالشبكات الدلالية ، ومخططات المفاهيم .

– الثورة التنظيمية التي نجم عنها تصميمات مبتكرة لقواعد البيانات وقواعد المعارف المعجمية .

– الإقبال على تعلم الإنجليزية لغة ثانية ، مما أدى إلى تنويع الخدمات المعجمية ، وإنتاج معاجم (فردية / وثنائية ) ، وهو ما اضطر الناشر إلى أن يلجأ إلى تقنيات المعلومات لإخراج إصدارات متنوعة .

– تسارع عملية إنتاج المعرفة الجديدة ، وزيادة الطلب المصطلحي الذي يتطلب بدوره تصميم نظم آلية لدعم عملية توليد المصطلح ( نبيل على ، نادية حجازي ، 2005 :357 ) .

أما بالنسبة للجانب المتعلق بالموسوعات ودوائر المعارف العربية على الإنترنت فإن تحليل المؤشرات الواقعية ذات الصلة ينتهي إلا أنها تعاني أزمة حقيقية سواء في وجودها في الأصل أو في حداثتها وتغطيتها لأوجه المعارف http://www.asbar.com/ar/default.aspx) )

ويمكن التدليل على ذلك بدراسة وتحليل محتوى الموسوعة الحرة ويكيبيديا Wikipedia ، كأحد الموسوعات المهمة على الإنترنت ، وغير الهادفة للربح ، والتي يحررها متطوعون من كل مكان بالعالم ، فالملاحظ أن ويكيبيديا قد جمعت في أقل من عشر سنوات من انطلاقها عام 2001م ،أكثر من 12 مليون مدخل معرفي بأكثر من 238 لغة ، لكن مع هذا فإن المقالات الموجودة باللغة العربية عليها لا تتعدى 100 ألف مقال فقط ، لتأتي في مرتبة متأخرة بين لغات أخرى عديدة أولها الإنجليزية التي تصل عدد المقالات المكتوبة بها إلى أكثر من 8و2مليون مقالة والمشكلة ليست في عدد المقالات العربية القليل ، ولكن أيضاَ لفقر نسبة كبيرة من هذه المقالات التي لا يتعدى بعضها بضعة أسطر ، ولا تجد من يضيف عليها أو يطورها ، هذا إلى جانب ندرة المساهمة العربية في تحرير المقالات بلغات أخرى تتناول موضوعات تهمنا كعرب ومسلمين كالتاريخ والدين ، وهذا ما يجعلها عرضة للتحريف والتزييف دون تحرك واع للتعامل مع الأمرhttp://www.openarab.net, 2010) ) .

2-محركات البحث العربية 00 قفزة نوعية لإثراء المحتوى الرقمي العربي

استطاعت اللغة العربية أن تؤكد حضورها العلمي على مر العصور ، وقدرتها على الاستفادة من التقنيات المعاصرة وصولاً إلى الثورة الرقمية ، كما أصبحت اللغة العربية جزءاً من برنامج الحاسوب وأنظمته ، فهناك أطراد وتوسع وتطور ، وهذا ما سوف نشهده في المستقبل القريب من قفزات نوعية مع الرقمنة وقضاياها التي تحتاج إلى حلول فورية كمتطلب أساسي لإثراء المحتوى العربي الرقمي .

لقد ظل الباحث العربي لفترة طويلة، ولا يزال يعتمد على المحركات الأجنبية للوصول إلى ما يبحث عنه في الفضاء المعلوماتي على المواقع العربية ، وقد زاد الاستخدام مع ظهور المحركات التي تدعم اللغة العربية ، فكانت بديلاً غير كافِ من ضرورة وجود محركات بحث عربية مصممة خصيصاً لمسح وتكشيف المواقع العربية ، وذلك لطبيعة اللغة العربية واختلاف بعض خصائصها عن خصائص اللغات الأخرى في أن لها خصائص دلالية وتركيبة معقدة تؤثر على فعالية الاسترجاع ودقته ( عبد الله المبرز ، 2009 : 288).

ومما يشير إليه الوضع الراهن أنه لا يوجد إلى الآن محرك بحث عربي يتعامل بشكل علمي مع اللغة العربية ، وإن كان هذا لم يمنع من ظهور بعض المحاولات في هذا المجال ومنها على سبيل المثال موقع عجيب لشركة صخر وموقع الإسلام وعربي ، وأين . ajeeb.com/al-islam.com/araby.com/ayna.com.

ومما لاشك فيه أن عدم وجود محرك بحث عربي فعال يقلل من فاعلية وجدوى استخدام الإنترنت ، كما يحد من فرص المستخدم العربي في الحصول على المعلومات المطلوبة (معتصم زكار ، 2003 : 8)

إن محركات البحث لم تعد ترفاً بحثياً أو معرفياً ، بل أصبحت صناعة استثمارية لتصل قيمتها إلى أكثر من 80 مليار دولار في محرك البحث جوجل Google ، وأكثر من 45 مليار دولار لياهو Yahoo .

والملاحظ حالياً أن هناك جهود عربية متميزة في إنشاء محركات بحث عربية ولكنها لا ترقي بأي حال إلى مواصفات ومعايير محركات البحث العالمية ، وتعاني من مشاكل تقنية وبرمجية كثيرة، هذا إلى جانب نقص في الخبرات التقنية العالية الاحتراف ، وبالتالي تظل غير قادرة على المنافسة عربياً وعالمياً .

إن الشروع في إعداد محركات بحث عربية هو ضرورة تقنية وعلمية وأمنية واقتصادية ، فمحركات البحث تلعب دوراً محورياً في تحسين معدل ظهور المحتوى الرقمي على الشبكة ، فضلاً عن تقديم عقولاً عربية مبدعة ومبتكرة أمام العالم ، ومن ثم تساهم في وضع العالم العربي عالمياً على الخريطة العالمية للمعرفة والمعلوماتية .

بالإضافة إلى أنها تساهم في الحد من اختراق الخصوصية http://arabsn.net) )

وقد أشار عبد القادر الكاملي بأن حجم أكبر فهارس محركات البحث العربية لا يتجاوز 20% من حجم فهرس جوجل للصفحات العربية ، وأن العرب في حاجة إلى بناء محرك بحث عربي جديد حيث أن معظم محركات البحث تم بناؤها انطلاقاً من احتياجات لغات أخرى ، حيث أن اللغة العربية لها خصائص تتطلب بناء فهارس تناسبها منذ البداية كما أوضح الكاملي أن هناك

10اسم محرك البحث الموقع الجهة المطورة الدولة

عربي www.araby.com

مكتوب الأردن

أونكش www.onkosh.com

أوراسكوم مصر

تايا أت http://tayait.com

Tayait أمريكا- مصر

أين www.ayna.com

أين أمريكا-لبنان

سوا لايف www.sawalive.com

سوا سوفت أمريكا-مصر

الهدهد www.alhoodhood.com

ATA software المملكة المتحدة

أبحث www.ibhhath.com

Advice word web Marketing تونس

( عبد القادر الكاملي ، 2009)

وقد أكد الكاملي بأن محركات البحث الجيدة ليست محطات انطلاق فقط ، بل باتت تلك المحركات تقدم عدداً كبيراً من الخدمات ، وأن بناء مثل هذه الخدمات سوف يجذب ملايين المستخدمين يوميا ً إلي المحرك الجديد .

ويذكر نبيل على أن محركات البحث الحالية لا تلبي للبحث في النصوص العربية مطالب المستخدم العربي حيث استندت أساساً إلى أساليب البحث المصممة للغة الإنجليزية ، التي تختلف اختلافاً جوهرياً فيما يخص بنية الكلمة العربية ذات الطابع الاشتقاقي والتصريفي المعقد ، مقارنة بالبنية البسيطة للكلمة الإنجليزية ، لذلك تحتاج النصوص العربية إلى تطوير محركات بحث متقدمة تقوم على المعالجات الصرفية المعجمية ، وتطبيق خوارزميات لترتيب نتائج البحث من حيث مغزاها بالنسبة لطلب البحث (نبيل على ، 2003).

ونحن بلا شك قادرين على المنافسة العالمية ، وعلى حماية الأمة العربية من انتهاك الخصوصية والتجسس بوضع محركات بحث عربية تتحدى المحركات الموجودة على الساحة الشبكية بأيدي أبناء العرب المبدعين .

3-إشكاليات المسح الضوئي والتعرف الضوئي الآلي :

إن أهم عمليات الرقمنة تتعلق بالمسح الضوئي للوثائق Scanner وببرامج التعرف الضوئي على الحروف ، وتعتمد الأولي على ماسحات تختلف حسب قدرتها على تناول الكمية والأحجام المختلفة والمتعددة لتصوير الوثائق ، وقدرتها أيضاً على التحكم في جودة المسح Scan Resolution ، وهذا النسخ ترافقه برمجيات للحفظ الآلي للوثائق وحماية محتوياتها ، ومن ثم تأتي عمليات التعرف على الحروف وهي من العمليات المعقدة التي لم تتطور بما فيه الكفاية بالنسبة للغة العربية لكثرة أشكال الخط والرسم العربي ، ودمج حروف الكلمات فيها حيث لم تنجح سوى القليل من البرامج في التعرف على الحروف ، نذكر منها على سبيل المثال برمجيات نظام أرب دوكس لشركة صخر ،ولهذا تبقى تجارب الرقمنة لرصيدنا الوثائقي محدودة جداً ( أحمد الكسيبي ، 2008)

ويعتبر القارئ الضوئي للأحرف ، أو القارئ الضوئي الآلي ، برنامج قاعدي ضروري لكل لغة ، يسمح بتحويل النص المصور بكاميرا أو ماسح ضوئي سكانر إلى نص رقمي يمكن فتحه بناشر إلكتروني ( مثل وورد) ، وأرشفته كملف على الحاسب ، ومما هو جدير بالذكر أنه حتى اليوم لا يوجد قارئ ضوئي آلي لأحرف اللغة العربية ، كما يشكل عدم تصميم برمجية قارئي ضوئي آلي حتى اليوم عائقاً كبيراً يمنع دخولها عصر الرقمنة ، لأنه وحده ما يسمح بتحويل صور صفحات الكتاب إلى نصوص رقمية ، ومن دونه يلزم من جديد إعادة طباعة كل ما كتب بالعربية على الحاسب ، وهذا يعد عقبة قومية يصعب تصور وجودها مع الإمكانات المادية الهائلة في الدول العربية ، في حين أن اللغات الأخرى التي تمتلك قارئاً ضوئيا ً آلياً تستطيع بدقائق ، وبشكل آلي كامل ، فتح الكتاب وتصويره وتمرير القارئ الضوئي عليه لتحويله إلى نص رقمي قبل أرشفته وإرساله في الفضاء المعلوماتي ليصل إلى أرجاء العالم في لمحة بصر ، وفي عام 2007م رقمن مشروع جوجل مليون كتاب بفضل هذه التقنية (حبيب عبد الرب سروري، 2009)

ولذلك يجب تدعيم البرمجيات المختارة للتعرف الضوئي لحروف العربية ، نظراً لوجود خصائص في تلك اللغة تميزها عن غيرها من اللغات الأخرى مثل الخصائص الإملائية (حيث تترابط الحروف العربية ، ويتغير شكلها وفقاً لموقعها في الكلمة ، والخصائص الصرفية ( حيث توجد البادئات واللواحق في الكلمة والضمائر ، وعلامات العدد ، مفرد ، ومثنى ، وجمع ، وحروف العطف Magdy,walid,2008))

ويشير نبيل على بأنه قد تم تطوير ماسح ضوئي ذكي لحروف العربية Smart Arabic OCR ، حقق أداءً مقبولاً للنصوص الجيد ة التي تم تجميعها ضوئياً Photo Composed ولكن ثبت فشله بالنسبة للنصوص التي تم تجميعها يدوياً ، نظراً لأن هناك كما ً هائلاً من المحتوى العربي المطبوع قديماً خاصة في المجال الثقافي والتعليمي ، فقد ظهرت الحاجة إلى ماسح ضوئي ذكي للحروف العربية يقوم على دمج الشق الضوئي مع النظم الذكية لمعالجة النصوص العربية آلياً ، لاكتشاف حالات الأخطاء الناجمة عن أخطاء التمييز misrecognition ( نبيل على ، 2007)

4-المحلل الصرفي للغة العربية :

من خلال المساهمة في مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة الذي أقرته قمتا الرياض ودمشق ، كانت المساهمة في تطوير وإتاحة المحلل الصرفي للغة العربية وهو أداة رئيسية في معالجة اللغة العربية بالحاسوب ، ويدخل في بنية الأنظمة الأخرى للمعالجة الآلية للغة العربية مثل الترجمة الآلية ، وتعلم العربية وتعليمها ، وتعرُف الكلام وتركيبه ، والقراءة الآلية ، والكتابة الآلية ، والتعرف على الحروف ، وتشكيل النصوص ، والتدقيق الإملائي والنحوي كما تعد أداة برمجية مساعدة للمعجم العربي التفاعلي .

لقد تم إجراء مسح ميداني لمعرفة الجهات البحثية والتجارية التي تعمل على إيجاد محلل صرفي للغة العربية وتطويره ، وكانت نتيجة هذا المسح الاتصال بأكثر من ثلاثين جهة عاملة في هذا الميدان داخل وخارج الوطن العربي ، وعلى ذلك فقد تمت الدعوة إلى عقد اجتماع لخبراء المحللات الصرفية الحاسوبية بغرض الوقوف على أداء محللاتهم الصرفية ، وعقد الاجتماع في المدة من 26-28 إبريل 2009م ، في رحاب مجمع اللغة العربية بدمشق وبالتعاون معه .

وكان الغرض من هذا الاجتماع هو الوصول إلى أفضل محلل صرفي حاسوبي مفتوح المصدر بغية جعله متاحاً على الإنترنت ليستفيد منه جميع العاملين في حقل المعالجة الآلية للغة العربية ، وقد شارك في هذا الاجتماع 35 باحثاً من اللغويين والحاسوبيين من دول متعددة هي : تونس والجزائر وسوريا والسعودية ومصر والمغرب وتشاد وفرنسا وبريطانيا وأمريكا وتشيكيا .

وقد تم تزويد المشاركين في الاجتماع بنموذج يحدد كيفية عرض نتائج التحليل ، كذلك تم تزويد أصحاب المحللات الصرفية بقائمة جديدة من الأمثلة لاختبار محللاتهم بها . ( أمين القلق وآخرون ، 2009)

5-تعريب أسماء النطاقات :

هناك عدد من الدوافع التي تجعلنا نؤكد على ضرورة تعريب عناوين أو أسماء مواقع الإنترنت ومن أهمها المحافظة على اللغة العربية وضرورة وجودها على الإنترنت ، وكذلك عجز الحروف اللاتينية عن تمثيل اللغة العربية ، هذا إلى جانب تطويع التقنيات لخدمة اللغة العربية وتنظيم خادمات أسماء النطاقات الرئيسية الخاصة باللغة العربية ، ولذلك يجب تمكين استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات وتنظيم العمليات المرتبطة بذلك إقليمياً ، ودولياً ، وردم الفجوة الرقمية ، هذا من شأنه أن يؤدي إلى تبديد محتوى التراث العربي إن لم يتم حصره ورقمنته .

وتعريب أسماء النطاقات للمواقع وسيلة للوصول إلى المعلومة ، أي تمكين المستخدم العربي من استخدام لغته منذ بدء تشغيله لجهاز الحاسب وحتى لحظة وصوله إلى أي معلومة على الإنترنت ، كما أنها تحقق كسر احتكار كتابة أسماء النطاقات بالحروف اللاتينية ، كما يتم تعريب أسماء المواقع باستخدام اللغة العربية لكتابة عناوين مواقع الإنترنت للإفادة من الإنترنت وكسر حاجز اللغة ، فالمطلوب تمكين المستخدم العربي من استخدام لغته العربية في البحث عن المعلومة على الشبكة .

وقد بدأت مصر في إتاحة الوثائق القومية رقمياً على الإنترنت باللغة العربية بعد أن سجلت أول اسم نطاق في العالم باللغة العربية ، وأطلقت المبادرة لتعزيز استخدام اللغة العربية على الإنترنت أمام الملايين من متحدثي العربية الذين كان حاجز اللغة يحول دون استخدامهم للإنترنت .

ومصر هي الأولي بين تسع دول عربية تسجل أسماء نطاق حتى الآن ، تبنت اسم مصر الذي سيكتب باللغة العربية ، وهذه المبادرة تمثل جزءا ً من جهود البلاد لتعزيز محتوى اللغة العربية على الإنترنت ، وتوسيع الدخول إلى الشبكة لمتحدثي العربية .

ومن المتوقع أن يبدأ اسم النطاق العربي الجديد العمل أثناء هذا العام 2010م .

فتعريب أسماء النطاقات مجرد خطوة أولى يجب أن تفعل الدول العربية المزيد للمساعدة في بناء المحتوى الرقمي http://www.bramjnet.com))

ويشير عبد العزيز الزومان لتجربة المركز السعودي لمعلومات الشبكة لدعم أسماء النطاقات العربية ، حيث أنشئ المركز عام 1994م من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، ثم انتقل عام 2006م إلى هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ، ويهدف المركز إلى الإشراف التقني لعمليات تسجيل أسماء النطاقات ، كذلك المتابعة والمساهمة في دعم استخدام اللغة العربية في أسماء النطاقات وخدمة المستخدم العربي ، وتطويع التقنيات لخدمة اللغة وليس العكس وعدم الأخذ بحلول مبنية على لغات أجنبية

www.arabic.domains.org))

ويعمل المركز السعودي على أن لا تحتوى أسماء النطاقات العربية حروفاً غير عربية ، كما أن أكثر من بليون مستخدم متوقع أن يكون له اهتمام باستخدام الحرف العربي ، أن يكون للمستخدم العربي عناوين تكتب بلغته ،وهو أمر ضروري لنمو مجتمع المعرفة من خلال إخراج مواصفات ومقاييس وأنظمة برمجية عربية (عبد العزيز الزومان ، 2009)

لقد أشارت الإستراتيجية العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات (2007-2012 )م  ، التي أقرتها القمة العربية في دمشق 2008م ، إلى موضوع صناعة المحتوى الرقمي ، وخلق سوق تنافسي لمجتمع المعرفة العربي ، كما أكدت الإستراتيجية التي أطلقت على هذا المحور اسم “تنمية صناعة وخدمات المحتوى الرقمي العربي ” إلى ضرورة السعي لخلق وتطوير محتوى عربي رقمي ، وزيادة حضور اللغة العربية على الإنترنت ، ومن الجهود التي اعتمدت لتنفيذ هذه الإستراتيجية هو إعطاء الأولوية والأهمية بمسألة خلق نطاق علوي عربي (arb) (http://www.amict.org)

6-الترجمة والتعريب وإشكاليات التعامل مع المصطلحات : طريق للتواصل الحضاري والمعرفي

تتطلع الدول العربية إلى الريادة الحضارية ، وهذا يتطلب دخول مجال العلوم والمعرفة ، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أخذنا من الآخرين كثيراً من المفاهيم والتقنيات الحديثة ،وقمنا بتعريبها ، فالتعريب من المنطلقات الرئيسة للنهضة الثقافية .

ويشير إبراهيم حمدان إلى أن ” عملية التعريب تسير على استحياء فثمة ثقافة لغوية مغيبة ، وتعريب متعثر ، ومجامع لغوية تعمل ببطء في ظل العولمة ، مما أثقل كاهل العربية ، ومؤسسات التعريب ” ، كما يذكر أيضاً بأن الإشكالية ليست في تعثر عملية التعريب لتباين المناهج ، بل في تأهيل الأمة نحو استئناف دورها الحضاري بلغة حضارية ، أي دفع اللغة العربية في قلب الفضاء اللغوي العالمي ، إذ تشير الدراسات إلى استحالة نهوض أمة في غيا ب لغتها بشكل عام ، ولغتها العلمية – المصطلحات – بشكل خاص (إبراهيم حمدان، 1425هـ) .

إن مشكلة المصطلح ما زالت قائمة ، إذ تتفاوت المصطلحات في مستواها ، كما يختلف تعريب المصطلح الواحد باختلاف البلدان والمعاجم والأفراد، ولا يكاد يتفق معربان من بلد واحد على صياغة مصطلح واحد (عبد القادر الريحاوي ، 1990)

وتضاف إلى هذه الإشكاليات إشكالية أخرى أكبر وهي التعامل مع المصطلحات في ظل العولمة والتدفق المتسارع للعلوم والتقنية ، ومتابعة الجديد ، لذلك يجب وضع حداً للتباين في تعريب المصطلحات .

وتشير أمال الحسيني أن كثير من المصادر القديمة تكاد تجمع على أن التعريب يعني إجراء تغيير في الألفاظ الأعجمية على نحو يجعلها أكثر انسجاماً مع صيغ العربية في المستويين الصرفي والصوتي ، كما أشارت بأنه يوجد في العالم العربي عدة مجامع للغة العربية تختلف في تعريبها للمصطلحات مما يخلق بلبلة كبيرة في أوساط المستخدمين لهذه المصطلحات .وتذكر بأنه على الرغم من ضعف عملية تعريب العلوم فالعرب معنيون في هذا العصر بنقل ألفاظ الحضارة الأجنبية إلى لغتهم ترجمة وتعريباً ، لتكون أداة طيعة في التعبير عن دقائق العلوم ، وآفاق التقنيات ليزداد ثراء اللغة ، ويكون ذلك منطلقاً لدخول مضمار التقدم بتعريب الحيا ة بنواحيها المختلفة Al-Hossani,Amal ,2009))

ويشير محمد مراياتي إلى مسألة المصطلح والترجمة ” بأنها أخذت بعداً أكبر من السابق ، إذ أصبحت مرتبطة بالاقتصاد والتنمية ، فإدارة المصطلح والترجمة باستخدام تقنيات المعلومات ، تقدم فرصاً اقتصادية واجتماعية وثقافية هامة للوطن العربي .

فالمصطلح أساس التواصل في مجتمع المعرفة ، هو الحامل لما يسمى بالمحتوى الرقمي Digital Content ، واللغة التي لا تعطي اهتماماً للمصطلح تنحسر عن الحياة ، فالعائد الاقتصادي والاجتماعي للمصطلح كبير للغاية ، حيث تدل الدراسات الاقتصادية عن وجود علاقة أساسية بين استعمال المجتمعات للغتها الأم وبين نموها الاقتصادي والاجتماعي ” .

( محمد مراياتي ، 2009)

كما يذكر مراياتي بأن هناك أدوات معلوماتية في حقل المصطلح تساعد في القيام بمختلف أنواع العمل المصطلحي مثل الإبداع في توليد مصطلحات جديدة ، ووصف وشرح كل مصطلح ، ووضع وتأليف المعاجم ، ولوائح المصطلحات ، وتنسيق وتقييس المصطلحات ، ونقل المعرفة (محمد مراياتي ، 2005)

ومع ازدياد الكم المعرفي ، وثورة الاتصالات متمثلاً في العولمة ، وأدواتها مثل الإنترنت والقنوات الفضائية ، فقد ازدادت الحاجة إلى الترجمة في شتى مجالات العلم والمعرفة ، وقد وجدت اليابان نفسها مضطرة لترجمة 1700 كتاب علمي في العام الواحد ، والسوق الأوروبية تنفق سنوياً ما يقارب 40% من ميزانيتها على الترجمة .

فالحاجة ماسة إلى الترجمة من الإنجليزية وإليها في ظل الانتشار السريع لهذه اللغة وهيمنتها فقد أشارت الإحصائيات أن المتحدثين بها لغة أولى يصل إلى 380 مليون نسمة ، وثلث هذا العدد يتحدثون بها كلغة ثانية ، كما يتوقع علماء اللغة أنه بحلول عام 2050م فإن نصف سكان العالم سوف يتعاملون مع هذه اللغة بشكل أو بأخر ، وغير الإنجليزية هناك الصينية التي تفوقها في عدد المتحدثين فهم اليوم حوالي 835 مليون شخص ، وسوف تزداد مع انتشار وظهور آلاف المواقع الصينية يومياً على الإنترنت . http://haras.naseej.com) )

والترجمة لازالت من أنجح وسائل التواصل الحضاري والمعرفي بين الشعوب لأنها الناقل للفكر والمعرفة والأدب من لغة إلى لغة أخرى ، وما كان الخليفة المأمون يجزل العطاء للمترجمين إلا لقناعته بأهمية الترجمة ودورها ، كما كان للعرب والمسلمين إسهامات في عصر النهضة بترجمتهم للعديد من أعمال المفكرين اليونان للاستفادة من علومهم ، في الوقت الذي كانت الكنيسة تحكم قبضتها على الحضارة الغربية ، وكان المسلمون يتمتعون بكامل الحرية في البحث والدراسة والترجمة مما أدى إلى وصول الحضارة الإسلامية إلى أعلى درجات الرقي Muhammad , Azeemullah, 2002))

ومن الملاحظ أن نسبة المترجم إلى المؤلف في مصر والسعودية وسوريا والكويت والمغرب ولبنان لا تتجاوز 1% ، والترجمة ليست عجزاً عن التأليف ، وإنما هي مجال حيوي يوفر معارف عن الدول الأخرى مما يطور المعرفة البشرية ، وهي وسيلة تثري اللغة وتطورها وتحدثها من خلال الصيغ الجديدة والكلمات الملائمة .

وتشير الدراسات اللغوية إلى أن هناك ضعف في الإنتاج الفكري المترجم وبخاصة في العلوم والتقنية ، كما أن هناك ندرة في ترجمة الإنتاج الفكري العربي إلى اللغات الأجنبية ، وقد يرجع ذلك إلى أن اللغة العربية تواجه صعوبات لعل من أبرزها :كون النظم والأجهزة ومعظم التطبيقات البرمجية القوية صممت في دول أجنبية وتقوم بخدمة لغات هذه الدول ، وكان حظ اللغة العربية منها القليل ، وهناك جوانب في اللغة العربية تختلف بها عن غيرها من اللغات كاعتمادها على التشكيل للتفريق بين معاني الكلمات ، مما يجعلها تحتاج إلى معالجة آلية من نوع خاصhttp://haras.naseej.com ) )

أن أنشطة الترجمة في الدول العربية تواجه تحديا ًكبيراً أمام الإنتاج العربي الضخم ، فحسب تقرير التنمية البشرية العربية ، يترجم إلى اللغة العربية حوالي 330 كتابا ًسنويا ً، وهذا يشكل حوالي 20% من عدد الكتب التي تترجم سنوياً إلى اليونانية ، وما ترجم من كتب في عصر المأمون ، حتى يومنا هذا لا يزيد على (100000 ( كتاب ، ويقارب هذا الرقم ما تترجمه أسبانيا في عام واحد ، كما أن ما ترجم إلى اللغة العربية في الخمسين سنة الأخيرة نحو( 10000 ) كتاب ،( 4000) منها تولتها هيئات أجنبية ، وهذا يعد تقصير في عصر المعرفة ، ويؤثر على تطور اللغة العربية وإثرائها .ويتسبب أيضاً في انحسار استخدامها في مجالات متعددة ، وهذا قد يرجع إلى :

– عدد القراء العرب المنخفض ، وانخفاض الترجمة إلى العربية أو التأليف بها .

– مجامع اللغة العربية لا تتوافق دائماً فيما تصدره من مفردات ، ومصطلحات جديد ة.ومن الأمثلة على ذلك ما ذكرته ميساء أبو شنب بأنه لا يوجد حتى اليوم اتفاق على ترجمة كلمة Computer ، وذلك بعد مضي أكثر من نصف قرن على ظهورها في اللغة الإنجليزية وحوالي أربعين سنة على اعتماد كلمة Ordinateur في الفرنسية ، فهل نسمي هذه الآلة حاسوب أم حاسب أم حاسبة أم كمبيوتر ؟ ( ميساء أبو شنب ، 2007)

وتشمل جهود التعريب فيما تشتمل وضع المصطلح العلمي ، وتوحيده ، ونشره ، والاهتمام بتقييس استعمال اللغة العربية في تقنيات المعلومات والاتصالات ، والاهتمام بالترجمة العلمية الآلية من أجل الإحياء العربي ( عبد المجيد الرفاعي ، 2008)

إن ردم الفجوة الرقمية والوصول إلى عصر اقتصاد المعرفة لن يكون إلا باللجوء إلى حركة واسعة من الترجمة والتعريب ، يكون أساسها وضع المصطلحات العلمية والتقنية المقابلة لتلك التي تغرقنا بها العولمة ، فلابد من جهد مصطلحي للوصول إلى تنظيم لغوي ، ومصطلحي ، وهذا يتطلب التأكيد على انجاز الذخيرة اللغوية بواسطة برنامج حاسوبي بما يوافق المجالات العلمية للاستفادة من المصطلحات ، وتكون جاهزة لسد احتياجات التعريب الحديث بعد تطويرها أو القياس عليها ، كما يفترض معرفة عميقة ودقيقة بلغات العلم ذات الصفة العالمية ( مروان المحاسني ، 2006: 4)

ويؤكد عباس عبد الحليم بأن القضية اليوم لم تعد قضية استيعاب مصطلحات جديدة أو تعريب العلوم ، بل انتقل الأمر إلى ضرورة الانشغال بتكييف هذه اللغة بأنظمتها لتتواءم والدخول إلى عصر الرقمنة ، ونقل المعلومات الرقمية عبر الإنترنت ، وهي مصادر لا غنى عنها في تلقي المعرفة ، وهذا يضعنا أمام العديد من التحديات التي ينبغي أن تشارك في تقديم تراثنا وحاضرنا ومستقبلنا لهذا العالم تصديقاً لقول الحق تعالى ” كنتم خير أمة أخرجت للناس ” ، فليس أمام العرب إلا العبور إلى مجتمع المعرفة بملامح جديدة تعتمد على الأنظمة المحوسبة وأتمتة Automation ، إنتاج المعرفة وتخزينها ونقلها ورقمنتها للدخول في عصرنا الجديد والتعامل مع معطياته ( عباس عبد الحليم ، 2006)

المحورالسادس : المبادرات والمشاريع الإستراتيجية العربية في مجال الرقمنة وإثراء المحتوى العربي الرقمي .

تستحق اللغة العربية منا جهوداً مضاعفة ، لتطويرها ، ورقمنتها ، لينعكس هذا بدوره على إثراء المحتوى العربي على الإنترنت ، من خلال عدد من المقترحات وحلول لبرمجيات دعم هذا المحتوى العربي، إلى جانب العديد من المشاريع الإستراتيجية والمبادرات التي تعمل على إصلاح العربية ، ورقمنة محتواها ،وزيادة رصيدها على الإنترنت ، ومن أهم هذه المبادرات والمشاريع ما يلي :

– مشروع ذاكرة العالم الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) ، وكما يشير عبد المجيد الرفاعي أن على أبناء العربية المحافظة على هذا التراث العالمي ، فالتراث العربي كنز نادر يجب صيانته والحفاظ عليه ،من أجل الحفاظ على الثروة الثقافية العربية (عبد المجيد الرفاعي ، 2008)

ويعد هذا المشروع واحداً من مشروعات الإستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات ، وتنفذه وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمصر ،ممثلة بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمساهمة منظمة اليونسكو ، والاتحاد الدولي للاتصالات ، ومكتبة الإسكندرية ، ويهدف هذا المشروع إلى :

– رقمنة المحاور الحضارية المختلفة .

– الحفاظ على الذاكرة التراثية الإجمالية لشعوب العالم العربي ، وتعريف الأجيال الجديدة بها .

– تشجيع أعمال الرقمنة في الدول العربية .

– المساهمة في زيادة المحتوى الإلكتروني العربي ونشره على الإنترنت .

  • البناء على والاستفادة مما تم انجازه من مبادرات عربية وإقليمية في مجالات توثيق التراث والثقافة العربية .

وفيما يلي جدول بالمشاريع الإستراتيجية في مجال النهوض باللغة العربية وإثراء المحتوى الرقمي العربي :

المشروع جهات المساهمة والدعم

1-تعريب أسماء النطاقات اليونسكو-الاليكسو-الاسكوا

2- وضع نظام استرشادي عربي للأعمال والتعاملات الإلكترونية

3- وضع نظام استرشادي عربي للاتصالات وتقنية المعلومات المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات –الاسكوا

4-إنشاء محرك بحث باللغة العربية

5-وضع نظام استرشادي عربي للحماية الفكرية للبرمجيات والمحتوى الرقمي

6-إنشاء شبكة لدعم تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر الاسكوا-الاليكسو-اقتدار

7-إنشاء مكتبة عربية رقمية الاليكسو

8-إنشاء مركز التوثيق العربي الرقمي المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات

9-تعريب مصطلحات الاتصالات وتقنية المعلومات المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات –الاسكوا-الاليكسو

10-مؤشرات مجتمع المعلومات وبناء القدرات لقياسها المكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات والمعلومات –الاسكوا-الاليكسو

لقد بادرت المنظمة العربية (أليكسو ) بالتعاون مع بعض المراكز البحثية ومؤسسات القطاع الخاص والعام إلى إطلاق مجموعة من المشاريع والمبادرات منها :

– بحث سبل العمل في مجال البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر .

– عقد مجموعة من الاجتماعات والندوات التي تبحث سبل تطوير الأدوات الحاسوبية اللازمة لخدمة اللغة العربية .

– تطوير وإتاحة نظام الاشتقاق والتصرف في اللغة العربية وتوفيره مجاناً .

(www.alecso.org)

-المساهمة في بناء المعجم العربي الحاسوبي التفاعليwww.almujam.org ) . )

وهو مشروع مشترك بين المنظمة العربية اليكسو ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، وهو معجم أحادي اللغة ، يشتمل على إمكانية المعالجة المعجمية الآلية في عدة مستويات هي مستوى المفردات ، والمستوى الصرفي ، والنحوي ، والدلالي والصوتي ، والإحصائي ، وهو معجم قابل للتوجيه متعدد الاستخدامات ( طلاب/ متخصصين /لغويين) ، كما أنه يساعد في توفير أدوات لغوية حاسوبية ، وسيتاح بكل إمكانياته على الإنترنت ، وقد تم قطع خطوات أولية في تنفيذ بعض مراحله منها : التصميم المفاهيمي ( المواصفات ، والمتطلبات ، والمعايير ، ومنها : إنجاز نموذجين مخبريين للمعجم بمعطيات لغوية محدودة ، ولكن بإمكانيات حاسوبية شبة كاملة .

– كذلك المساهمة في تطوير وإتاحة المحلل الصرفي للغة العربية .

– دور الأسكوا في عام 2003م في الوطن العربي من خلال إطلاق مشروع ” تعزيز صناعة المحتوى الرقمي العربي من خلال” الحاضنات التكنولوجية” الذي أطلق عام 2007م ، وذلك لاحتضان أفضل مشاريع المحتوى الرقمي العربي في الأردن ، ولبنان ، وفلسطين ، وسوريا ، واليمن .

– مبادرة ” سواعد لدعم وتطوير المشاريع المبتكرة “ التي تهدف إلى تطوير كل ما يساهم في تطوير اللغة العربية وإثراء المحتوى العربي وموارد التعليم والتعلم ، والترويج للثقافة العربية ، أي دعم اللغة العربية في المجال الرقمي وتدعيم آلية الانتقال إلى المستوى الرقمي ( إسكوا، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ، تعزيز وتحسين المحتوى العربي في الشبكات الرقمية ، الأمم المتحدة ، 2003) .

– ومن الجهود العربية البارزة على تحقيق موقع أفضل في مجتمع المعرفة “موقع الوراق” وهو أحد أبرز وأهم مواقع التبادل الثقافي العربي ، ويشكل نواه مهمة لمكتبة رقمية عربية شاملة ، يعمل في ذلك فريق عربي كبير من التقنيين العرب العاملين في مجال تقنيات المعلومات ، لجعل هذا الموقع مشروعاً حضارياً متكاملاً ، حيث تم رقمنة أكثر من 600كتاب إلى الآن .

لقد تم التركيز على كتب العلم والفلسفة والمنطق والطب والأدب والموسيقى ، فضلاً عن كتب الفقه , والحديث والأنساب والتراجم ، مما يشكل المكتبة العربية الكلاسيكية .

وقد أنجز في المرحلة الأولى من العمل (كتب التراث ) حوالي مليون صفحة إلكترونية ، أي مالا يقل عن ثمان مئة كتاب .

أما في المرحلة الثانية سيتم حوسبة ( كتب مرحلة النهضة ) وسيكون الشروع في إدخال وعرض مؤلفات المرحلة الثالثة ( الكتب المؤلفة حديثاً ) أي أن المرحلتان الثانية والثالثة سوف تتزامنا عند نقطة بدء معينة www.alwaraq.com) )

– كما أن هناك مشروعات قامت بها شركات المعلومات في الوطن العربي لرقمنة المحتوى الفكري العربي ، حيث أنشأت شركة النظم العربية المتطورة قاعدة بيانات باللغة العربية تضم مقالات لأكثر من 450 صحيفة ومجلة عربية زودت بمحرك بحث متطور كما يشير موقع بنك المعلومات العربي askzad.com .

كما أنشأت دولة الإمارات العربية مدينة عالمية للإنترنت ، كذلك جهود مركز الماجد بدولة الإمارات العربية في رقمنة المخطوطات العربية ، وكذلك مشروع مكتبة الملك فهد الوطنية في رقمنة المخطوطات ، وهو من المشاريع الرائدة في منطقة الخليج العربي ، هذا إلى جانب مشروع رقمنة دار الكتب والوثائق القومية منذ عام 2002م ، ولازال العمل جارياً على إضافة مجموعات أخرى إلى المحتوى الرقمي .

إن هذه المشاريع من شأنها زيادة الرصيد العربي الرقمي ، وبالتالي خدمة مشاريع التنمية والتطوير وإصلاح الوضع المتردي للمحتوى الرقمي العربي .

– وبالنسبة لإحدى منارات الرقمنة في العالم العربي وهي مكتبة الإسكندرية ، فيمكن عرض المبادرات والمشاريع التي تقوم بها رغم مرور ثلاث سنوات من افتتاحها ، فنجد أن موقع المكتبة يحتوى على ست مكتبات متخصصة ، وما يقارب ال 10 بلايين صفحة نصوص ، ويعد هذا المحتوى أكثر من ذلك الموجود في مكتبة الكونجرس ، كما هو موثق في موسوعة ويكيبيديا بالنسخة العربية .

ومن المشروعات الريادية التي تقوم بها المكتبة لتعزيز المحتوى العربي على الإنترنت مشروع إعادة نشر كتب التراث والمخطوطات التراثية ، فضلاًَ عن مشروع الأرشيفات الرقمية لزعماء مصر ، ومشروع موسوعة الحياة العربية ، ومشروع المكتبة الرقمية العالمية ، المكتبة الرقمية العربية ، ولغة التواصل الرقمية العالمية ، وقد انضمت المكتبة للاتحاد الدولي للمكتبات الرقمية عام 2005م .

وتقوم المكتبة بدور محوري في تأسيس أكبر مكتبة رقمية عالمية التي أطلقتها مكتبة الكونجرس من مقر منظمة اليونسكو في باريس في إبريل 2009م بالتعاون مع عدد محدود من الجهات العالمية . فيشير جون أودنارين John Oudenaren أن اللغة العربية هي إحدى لغات السطح البيني المعتمدة في المكتبة الرقمية العالمية ، كما أشار أيضاً أن المكتبة تتضمن مواد ثقافية نادرة وفريدة خاصة بالعالم العربي فيها مخطوطات العلوم ، والخط العربي ، والكتب والخرائط والصور النادرة ، ومن أبرز المساهمين بهذا المحتوى المكتبة القومية في كل من العراق ومصر ، ونظراً لقلة استخدام المحتوى العربي مقارنة بغيره فقد أدى فريق المكتبة الرقمية العالمية اهتماماً بإيجاد طرق تعزيز استخدام السطح البيني العربي والنفاذ إلى المحتوى العربيOudenaren, John,2009) )

كما أسهمت مكتبة الإسكندرية بإضافة كتاب ” وصف مصر “ للمكتبة الرقمية العالمية ، الذي يرجع تاريخه إلى حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798م ، والذي تم تحويله إلى صورة رقمية عام 2007م .

كما أطلقت المكتبة فضلا ًعن ذلك أكبر مكتبة رقمية باللغة العربية في العالم أجمع ، حيث احتفلت أوائل العام الماضي 2009 م بوضع أكثر من مائة ألف كتاب عربي على الإنترنت لإتاحة المعرفة للجميع ، ووصل عدد الكتب المرقمنة 150000 كتاب في كافة مجالات المعرفة http://dar.bibalex.org ) )

واستكمالاً لنجاحات المكتبة للتوجه الرقمي وقعت المكتبة ومؤسسة السميثوثيان الأمريكية نهاية عام 2009م ، اتفاقية تعاون يتم بموجبها إنشاء ” موسوعة الحياة ” في المنطقة العربية ، وهذه الموسوعة مشروع دولي قائم بالأساس على الجهود التطوعية من عام 2007م بهدف جمع وتوثيق معلومات عن كافة أنواع الكائنات الحية على الأرض وإتاحتها مجاناً على الإنترنت http://www.middle .east.com) )

– وفي إطار جهود المملكة العربية السعودية في هذا المضمار ، وأهمية مبادرة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين لدعم المحتوى العربي في مجال الويب ، التي تتم من خلال تنفيذ مشاريع إستراتيجية تبرز المحتوى كإقامة المؤتمرات التي تتحدث عن أهمية المحتوى العربي وتواجده بالإنترنت ، وتطوير الموسوعات العربية ، وكذلك فيما يتعلق بتطوير الأدوات فيتم عن طريق محركات البحث بالإنترنت ، بمحاولة جعلها تتعامل مع اللغة العربية وخصوصيتها كإعادة الكلمات إلى مصادرها ، ومراعاة قواعد اللغة العربية .

كما تعمل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية على إثراء المحتوى المفتوح على اعتبار أنه الأمل الوحيد لإقامة صناعة برمجيات عربية ، نظراً لما تشكله البرمجيات مفتوحة المصدر من دور في توفير البنية التحتية للمحتوى ، فالملاحظ ضعف تواجد البرمجيات مفتوحة المصدر في المنطقة العربية ، وهذا ما دعا المدينة لتوقيع اتفاقية مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ، وذلك لإنشاء برنامج وطني لهذه البرمجيات ، يهدف إلى دعمها وتعريب بعض التطبيقات التي تخدم القطاع الحكومي وقطاع الأعمال والجهات التعليمية ، وزيادة الوعي فيما يتعلق بالبرمجيات .

وفي مجال إدارة المحتوى العلمي تعمل المدينة حالياً على مشروع توثيق الإنتاج الفكري الوطني إلكترونياً ، ويهدف هذا المشروع إلى حصر مصادر المعلومات الوطنية المتخصصة في مجالات العلوم والتقنية ، وتحديد حقوق الملكية الفكرية لتلك المصادر ، وحفظها وتنظيمها ، والعمل على إتاحتها بنصوصها الكاملة كمرحلة مستقبلية عبر مكتبة رقمية على الإنترنت لعموم الباحثين والمستفيدين، بما يدعم خطط وجهود التنمية الوطنية في تلك القطاعات .

وتعمل المدينة حالياً على مشروع إعداد إستراتيجية إثراء المحتوى العربي ، ويستغرق ما يقارب الثمانية أشهر ويعمل على هذا المشروع فرق وطنية تمثل الجهات الأكاديمية والتعليمية والحكومية والخاصة للخروج بمشاريع محددة وآليات للتنفيذ من أجل إثراء المحتوى العربي بجوانبه المختلفة .

ومن الجدير بالذكر أن معهد بحوث الحاسبات بالمدينة قد كرس عدداً كبيراً من أعماله لتطوير قواعد بيانات وأدوات لمعالجة اللغة العربية منها على سبيل المثال : “البنك السعودي للأصوات ” الذي تقوم تقنية التخاطب مع الحاسب على استخدام بياناته في التعرف على الأصوات والكلمات العربية ، كما تم تطوير نظام حاسوبي للقراءة الآلية وإخراج النصوص المكتوبة بشكل صوتي ، ولهذه الأنظمة فوائد على التعليم وفي التطبيقات الطبية ولخدمة المعاقين ، كما قام معهد بحوث الحاسب بتطوير نظام آلي لوضع علامات التشكيل على الحروف العربية .ومن الأمثلة على منتجات المعهد المترجم الآلي للأسماء العربية .وفي مجال التعرف الآلي على الكتابة العربية المطبوعة فإن المعهد قد قام ببناء ذخيرة نصوص تستخدم في تطوير أنظمة التعامل الآلي مع النصوص العربية المطبوعة ، واستخدام ذخيرة النصوص هذه في تطوير نظام حاسوبي يساعد المستخدم العربي على التعامل مع صور النص العربي المطبوع المأخوذة عن طريق الماسح الضوئي وتحويله إلى نص قابل للتحرير ( مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية )

http://www.kacst.edu.sa/ar/innovation) )

نتائج الدراسة وتوصياتها :

نتائج الدراسة :

توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها :

– تتوافر مجموعة من الخصائص والسمات للغة العربية ، فهي ليست مجرد لغة ، ولا هي مجرد انتماء وطني ، بل فيها كلام الله سبحانه وتعالى ، كما أنها صمدت أكثر من سبعة عشر قرناً دليلاً على قوتها ،وأهليتها لأن تكون أهم أسس القومية والهوية ، لذلك يجب العمل على استكشاف آليات لتدعيم مكانة اللغة العربية ، والعمل على نشرها وتطويرها حماية للأمن الثقافي والحضارة لأمة الإسلام ، وتعزيز لدورها في عصر الرقمنة ، وتحديات العولمة .

– لقد تبين من الدراسة أن اللغة العربية تبوأت موقعاً بارزاً على خريطة المعرفة الإنسانية من خلال علاقاتها مع التخصصات العلمية كهندسة الذكاء الاصطناعي التي تساهم فيها اللسانيات الحاسوبية بقسط وافر ، وعلى اعتبار أنها ركيزة أساسية للمعرفة على اختلاف أنواعها ، لذلك يجب الاهتمام باستمرارية معالجة اللغة العربية آلياً ، وتصميم لغات برمجة عربية ، وتعزيز الاهتمام بدور الترجمة الآلية لتحقيق التواصل في مجتمع المعرفة لأنها الناقل للفكر والأدب ، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق الجهود المنظمة للحكومات العربية ، فذلك من أوليات مسئولياتها في ظل التسارع التقني والعلمي ، والتحول الرقمي للوصول إلى مجتمع المعرفة .

– بالنسبة لاجتياح العولمة تبين أن هناك ردود أفعال مثمرة من جانب الدول العربية للاهتمام بقضية اللغة العربية ، والحفاظ على الخصوصية الثقافية والتواصل الفكري من خلال التخطيط لمشاريع إستراتيجية ومبادرات عربية لاستنهاض العربية وإدماجها في العصر الرقمي ، حتى لا يشعر الإنسان العربي بالعزلة الفكرية عن الحياة والحداثة بطريقة لا تسمح له بمواكبة عصر العولمة ، وحتى يكون هناك مراجعة للأهداف والبرامج في ضوء المعطيات الجديدة في عصر الرقمنة ، وزحف العولمة ، وقرار منظمة التجارة العالمية بعدم اعتبار اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية .

– الجهود المبذولة في تفعيل دور اللغة العربية في مجال الرقمنة ، على الرغم من ملائمة أنظمتها الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية لنظم البرمجة الآلية ، ورغم قدرة هذه الأنظمة على التكيف مع التحول الرقمي ، إلا أننا لا نستطيع التعامل مع هذه المعطيات ، وانطلاقاً لتفعيل هذا الدور في العصر الرقمي ولتحفيز صناعة المحتوى العربي ، تلتزم الجهات الحكومية والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني بتوفير نسخ رقمية من إصداراتها وتقاريرها على موقعها على الإنترنت ، مع الالتزام بمعايير الجودة لتطوير مواقعها على الشبكة .

– أولت مجامع اللغة العربية اهتمامها الأكبر لانتشال العربية من بؤرة الجمود والتغلب على مشاكلها الذاتية ، وإن كانت الإصلاحات تنفذ ببطء ، نظراً لأن كل مجمع يعمل بمعزل عن المجامع العربية الأخرى ، فالتوجه الآن هو العمل على توحيد هذه المجامع في الدول العربية في مجمع واحد لأن الهدف واحد وهو إنقاذ العربية من شرك التبعية بحكم تسارع التطور وتردي الواقع العربي معرفيا ًورقمياً من خلال إعادة النظر في منظومة اللغة العربية عن طريق استكمال حوسبتها ، وتوفير أوعيتها الرقمية ، ووضعها على خريطة اللغات العالمية في الفضاء الكوني .

– بعثرة جهود المؤسسات والهيئات العربية والعمل بمعزل عن الآخر ، وانعدام التكامل بينها ، أدى إلى رؤية تشجيع إقامة مركز رئيس على المستوى العربي تكون مهمته قيادة تنفيذ المهمات ووضع المعايير والأنظمة والخطط اللازمة وتبادل المشورة في كل المجالات بكفاءة واقتدار لأغراض تعزيز البحث العلمي والتخطيط ، والتوجه إلى توحيد الجهود في تكتل عربي لوضع إستراتيجية عربية لتفعيل الرقمنة وإثراء المحتوى العربي ، وتشجيع الشراكة بين الجهات المعنية لخلق فرص جديدة لتحسين العائد على الاستثمار في المحتوى العربي .

– كما تبين من الدراسة أهمية إعادة النظر في المنظومة التعليمية للغة العربية في العصر الرقمي ، والوصول إلى إعداد جيل عربي مبدع عن طريق خريجين قادرين على الفهم والتذوق وتوليد المعاني والتحليل والتفسير ، وهذا ما دعا إلى إعادة تنظيم المدخلات التعليمية في منظومة اللغة والتواصل مع المعرفة اللغوية المتجددة ، حيث حدث تراجع بشأن العربية نتيجة مشكلة الثنائية اللغوية ، وهيمنة اللغة الإنجليزية في جميع المستويات التعليمية ، والملاحظ في معظم الجامعات العربية تعليق المقررات المرتبطة باللغة العربية ، والانتماء العربي حتى أن تقديم طلبات التدريس في تلك الجامعات تقدم بالإنجليزية ،بما في ذلك قسمي الشريعة واللغة العربية وبخاصة في معظم جامعات الخليج العربي ، مما يؤكد على بث الوعي اللغوي بين أبناء العربية ، وإيقاظ الشعور القومي بأهمية اللغة العربية وتطويرها

– قضايا وإشكاليات الرقمنة التي تواجه اللغة العربية مثل الفجوة المعجمية العربية ، وعدم وجود محرك بحث عربي يتعامل بشكل علمي مع اللغة العربية ، هذا فضلاً عن إشكاليات المسح الضوئي الآلي وهو من العمليات المعقدة التي لم تتطور بالنسبة للغة العربية لوجود خصائص في تلك اللغة تميزها عن غيرها من اللغات الأخرى ، هذا إلى جانب المساهمة في مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة عن طريق المساهمة في تطوير وإتاحة المحلل الصرفي وهو أداة رئيسة في معالجة اللغة العربية بالحاسوب ، كذلك تعريب أسماء النطاقات وكسر حاجز اللغة بتمكين المستخدم العربي من استخدام لغته العربية على الشبكة ، بالإضافة إلى إشكاليات الترجمة وتعريب المصطلحات ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وهذا ما أكد أهمية المشاريع العربية للرقمنة لوضع آليات وحلول لهذه القضايا من أجل إثراء المحتوى العربي الرقمي على الإنترنت بجوانبه المختلفة .

التوصيات :

– يجب الالتزام بالتحدث باللغة العربية في المحافل الدولية والمباحثات والمؤتمرات الصحفية لتأكيد الانتماء الوطني ، وتعزيز التمسك بالهوية ، وإعادة المكانة الحضارية للغة العربية .

– زيادة تفعيل التشريعات الخاصة بإدارة المحتوى الرقمي وإثرائه على الإنترنت من خلال وضع الحلول للقضايا والإشكاليات التي تعترض اللغة العربية وذلك بتدعيم مشروع عربي ضخم يوحد الجهود ويضع الخطط والآليات لإصدار تشريعات للنهوض باللغة وحمايتها ، وتهيئتها للنقلة النوعية لجيل الإنترنت الثاني المعروف بالويب الدلالي Semantic web .

– ضرورة دعم حضور اللغة العربية برقمنتها تصدياً لما تتعرض له اللغة من تهميش في ظل تحديات العولمة وثورة المعلومات في العصر الرقمي .

– ضرورة الجدية في تنفيذ توصيات المؤتمرات والندوات التي تعقد بخصوص النهوض باللغة العربية وحوسبتها لتحقيق إبداع عربي ووطني متميز في مجال الرقمنة ، وإثراء المحتوى الرقمي العربي ، وإلا سيظل الوضع المتردي للعربية على ما هو عليه من التراجع والإخفاق .

– رصد الميزانيات والدعم المادي من خلال الجهود والمشاركة في الموارد لدفع حركة النهوض باللغة العربية وتقوية البني التحتية للمنظومات المعلوماتية العربية ، إلى جانب تدعيم المشاريع الإستراتيجية والمبادرات العربية لإثراء المحتوى العربي الرقمي من خلال إبداعات العقول العربية .

– تطوير آليات البحث في محركات البحث العربية لتكون لديها القدرة على تحليل المحتوى الموضوعي وتكشيفه للمواقع العربية .

– رفع مستوى الوعي القومي بأهمية المحتوى العربي الرقمي باعتماد المخصصات المالية لجهود الترجمة والتعريب ، ودعم العمل المصطلحي وتطوير نظم آلية لتوليد الكلمات اشتقاقياً .

– ضرورة بذل جهود مكثفة للإسراع بتطبيق أسماء النطاقات العربية على الإنترنت بما يتوافق مع القواعد العامة للغة العربية والمعايير الدولية .

– الاهتمام بالبرامج الأكاديمية بالجامعات , وبخاصة أقسام اللغة العربية في مجالات حوسبة اللغة العربية وحوسبة المعاجم العربية والنهوض بتطوير مناهج اللغة العربية ، كذلك الاهتمام بوضع سياسة لغوية وطنية وتوحيد الجهود بين الباحثين في المجال اللغوي والحاسوبي للإفادة من الإنترنت وإعداد مواقع لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها أسوة بمواقع تعليم اللغة الإنجليزية وتشرف على هذه المواقع أقسام اللغة العربية بالجامعات العربية .

– ضرورة تحفيز دور مؤسسات القطاع الخاص في تدعيم رقمنة التراث الثقافي العربي بالتعاون مع المكتبات الوطنية والحكومات والوزارات وبخاصة وزارة الثقافة .

– تفعيل دور مجامع اللغة العربية واستمرارية التنسيق بينها لمتابعة عقد المؤتمرات والندوات حول اللغة العربية ، ومعالجة مشكلاتها الراهنة والمستقبلية مع الرقمنة والمحتوى الفكري .

– ضرورة تشجيع ودعم الجمعيات اللغوية الأهلية في العالم العربي لحماية اللغة العربية وتطويرها، على اعتبار أن هذه الجمعيات تعد ظاهرة إيجابية تحتاج الدعم والتشجيع .

– النهوض بالمشروعات التطويرية لوضع المعاجم الحاسوبية ، مع الالتزام بمعايير الجودة لسلامة العمل المصطلحي .

-ضرورة تأكيد إدخال اللغة العربية في منظمة التجارة العالمية لتأكيد إحياء اللغة ، واستخدامها بشكل أكثر فعالية في النواحي الاقتصادية والتجارية والتقنية ، فالتهاون في هذا الأمر هو حكم على اللغة العربية بالضعف والعزلة في عصر اقتصاد المعرفة .

-اهتمام جامعة الدول العربية بوضع قضية اللغة العربية في جدول أعمال القمة العربية القادمة لبحث ما تتعرض له اللغة القومية على يد الأعداء والأبناء ، وهي المعبرة عن السيادة والكيان العربي.

مراجع الدراسة :

المراجع العربية :

  • إبراهيم حمدان . عولمة اللغة أم لغة العولمة .- ندوة العولمة وأولويات التربية ، جامعة الملك سعود .- الرياض ، 1425هـ .
  • إبن جني ، أبو الفتح عثمان .كتاب الخصائص .-القاهرة : 1913.
  • أبو بكر الهوش . نحو إستراتيجية عربية للدخول إلى عصر الفضاء الإلكتروني .بحث مقدم إلى المؤتمر الحادي عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ، بعنوان ” نحو إستراتيجية لدخول النتاج الفكري العربي المكتوب باللغة العربية في الفضاء الإلكتروني ” .- القاهرة 12-16 أغسطس 2001 م .
  • أحمد الشامي ، سيد حسب الله .الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات والمعلومات والحاسبات .- القاهرة : المكتبة الأكاديمية ، 2001.
  • أحمد الكسيبي .تطور النظم الآلية في المكتبات من الحوسبة إلى الرقمنة والافتراضية .-العربية 3000 ، ع3 ، 2008 : 1-59
  • أمين القلق 00 ( وأخ) . تجربة إقليمية في تطوير أدوات المحتوى ، بحث في الندوة الدولية الثانية ” الحاسب واللغة العربية : صناعة المحتوى العربي ” الرياض : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، 10-12 أكتوبر 2009 .
  • أنور الجندي . اللغة العربية بين حماتها وخصومها .-القاهرة : مطبعة الرسالة ، (د.ت) .
  • برهان غليون ، سمير أمين .ثقافة العولمة وعولمة الثقافة .- دمشق : دار الفكر ، 1420هـ
  • حبيب عبد الرب سروري .اللغة العربية في مهب العولمة 00 مشروع إنهاض: http://www.aljazeera.net.,2009
  • حمزة الكتاني . قدرة اللغة العربية على مسايرة الإبداعات والتجديدات في مجال العلوم الطبية والطبيعية .- مجلة اللسان العربي ، الألكسو .- الرباط : مكتب تنسيق التعريب ، ع43 : تم الاطلاع عليه 1/6/2010 http://www.arabization.org.ma/downloads/matalla/43/docs/21.doc.
  • خالد محمد حسين اليوبي .اللغة العربية في الفكر العربي من عصر النهضة إلى عصر العولمة .-رسالة دكتوراه .-جامعة أم القرى –كلية اللغة العربية ، 1430هـ.
  • رضوان الدبس .تحديث طرائق تعليم اللغة العربية : تكنولوجيا التعليم وأنشطته .-دمشق : مجمع اللغة العربية .- المؤتمر السنوي الثاني ” اللغة العربية في مواجهة المخاطر ” المنعقد في 20-23أكتوبر 2003 .
  • سعد على الحاج بكري ، توفيق أحمد القصير .التفاعل بين المعلوماتية واللغة العربية : نظرة متكاملة وخطة مستقبلية .-مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ، مج1، ع2(رجب- ذو الحجة 1416هـ/ ديسمبر1995- مايو 1996)
  • سلوى حمادة . المعالجة الآلية للغة العربية : المشاكل والحلول .- القاهرة : دار غريب للطباعة والنشر ، 2009.
  • عباس عبد الحليم عباس.دور اللغة العربية في نقل المعلومات الرقمية والتبادل الثقافي عبر الشبكات : صناعة المعجم الآلي نموذجاً .بحث مقدم إلى المؤتمر السادس عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ( أعلم ) ، المنعقد في الجزائر من 19-21/3/2006.
  • عبد البديع قمحاوي .اللغة العربية للجميع – كتاب الشيخ قمحاوي لتعلم اللغة العربية ، 2007 http://isesco.org.ma.ISESCO.Web,2010
  • عبد العزيز الزومان . تجربة المركز السعودي لمعلومات الشبكة لدعم أسماء النطاقات العربية ، بحث في الندوة الدولية الثانية ” الحاسب واللغة العربية : صناعة المحتوى العربي ” الرياض : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، 10-12 أكتوبر 2009.
  • عبد القادر الريحاوي .قضية تعريب العلوم ، المؤتمر الأول للكتابة العلمية واللغة العربية ، بنغازي ، 1990 .
  • عبد القادر الكاملي . بناء محرك بحث عربي أصيل : الضرورة الحضارية والجدوى الاقتصادية ، بحث في الندوة الدولية الثانية ” الحاسب واللغة العربية : صناعة المحتوى العربي ” الرياض : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، 10-12 أكتوبر 2009 .
  • عبد الكريم الزيد .الاهتمام بالوثيقة العربية لتطوير المحتوى العربي ، ندوة رقمنة وتطوير المحتوى الرقمي بالكويت ، 2006 http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=14500
  • عبد الكريم خليفة . عالمية اللغة العربية ومكانتها بين لغات العالم .- دمشق : مجمع اللغة العربية ، المؤتمر السنوي الثاني ” اللغة العربية في مواجهة المخاطر ” 20-23 أكتوبر 2003/ 24-27 شعبان 1424هـ .
  • .اللغة العربية والتعريب في العصر الحديث .-عمان : منشورات مجمع اللغة العربية الأردني ، 1987.
  • عبد الله المبرز . كفاءة محركات البحث العربية في استرجاع المعلومات : دراسة تقويمية مقارنة لآليات البحث .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .-مج15، ع2( رجب – ذي الحجة 1430هـ/ يوليو – ديسمبر 2009م) : 286-303 .
  • عبد المجيد الرفاعي . الارتقاء باللغة العربية من أجل الإحياء العربي ، 2008: http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules.php?name=News&file=article&sid=328,Web2010.
  • . نشر العربية أساس الحفاظ على هوية الأمة .- العربية 3000،ع3، 2008 : http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules.php?name=News&file=article&sid=337, web2010
  • . نشر اللغة العربية ، العربية 3000 ، ع1، 2008 :

http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules- php?name=News&file=article&sid=321, Web,2010

  • .نشر اللغة العربية .. نشر للمعرفة .- مجلة العربية 3000 ، ع9، 2007 : http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules- php?name=News&file=article&sid=311,web,2010
  • على أحمد مدكور . التربية وثقافة التكنولوجيا .- ط1.- القاهرة : دار الفكر العربي ، 2003.
  • على سيف العوفي ، نبهان حارث الحراصي . الفجوة الرقمية اللغوية : دراسة العوامل المؤدية إلى إخفاق الباحثين والأكاديميين العرب في تعزيز الأرصدة المعلوماتية الإلكترونية بالنص العربي .- دراسات المعلومات ، ع8 ، مايو 2010 .
  • على عبد الواحد وافي .علم اللغة .-ط9.- القاهرة : دار نهضة مصر للطبع والنشر ،(د.ت) .
  • على فرغلي .الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية .- مجلة عالم الفكر ، ع4، مج18،2004.
  • عمر مهديوي ، سلوى حمادة .المعالجة الدلالية الآلية للغة العربية : نحو بناء قاعدة بيانات معجمية للعلاقات الدلالية بين الكلمات .- العربية 3000، ع3 ، 2006: http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules.php?name=News&file=article&sid=248
  • لويس معلوف .المنجد .-ط19 .- بيروت ، 1966 .
  • المبادرة العربية لإنترنت حر 2010 : الموسوعات العربية على الإنترنت 00 في أزمة ، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان : http://www.openarab.net,Web2010.
  • محمد عبد الحي .اللغة العربية بين الخطر الخارجي والتهميش الداخلي .مركز الجزيرة للدراسات :http://www.aljazeera.net/NR/exeres/58679E86-DBDE-45A6-91E1-5803E93946EB.htm,2010
  • محمد عبد الحي .اللغة العربية والعولمة الثقافية .-مجلة التعليم .- المعهد التربوي الوطني بنواكشوط ، ع34، س28، 2003 .
  • محمد كامل حسين .اللغة العربية المعاصرة .- القاهرة : دار المعارف ، (د.ت) .
  • محمد مراياتي . صناعة المحتوى وأهميتها الاقتصادية ، بحث في الندوة الدولية الثانية ” الحاسب واللغة العربية : صناعة المحتوى العربي ” الرياض : مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ، 10-12 أكتوبر 2009 .

www.iscal.org.sa) )

  • ________ .اقتصاد المعرفة .تكنلوجيا المعلومات والتعريب http://www.arabcin.net/arabiaa11/2000/2.html.
  • _________ .المصطلح في مجتمع المعلومات وأهميته وإدارته وأدواته .- مجلة العربية 3000 ،ع3، 2005 (http://www.arabcin.net/al_arabia_mag/modules.php?name=News&file=article&sid=202
  • مروان المحاسني .اللغة العربية ومواكبة العلوم الحديثة ، دمشق :مجمع اللغة العربية ، المؤتمر السنوي الخامس ” اللغة العربية في عصر العولمة ” المنعقد في 20-22 نوفمبر 2006.
  • مصر والوثائق القومية على الإنترنت لتعزيز المحتوى الرقمي العربي ،2010 http://www.bramjnet.com/vb3/forumdisplay.php?f-70
  • معتصم زكار .مشاكل المعالجة الرقمية العربية في اجتماع خبراء حول تعزيز المحتوى الرقمي العربي ، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا .- بيروت ، 3-5يونيو ، 2003.
  • منصور فرح .الفجوة الرقمية في المجتمع العربي وأثرها على اللغة العربية .-دمشق : مجمع اللغة العربية ، المؤتمر السنوي الخامس ” اللغة العربية في عصر المعلوماتية ، المنعقد في 20-22نوفمبر 2006.
  • ميساء أحمد أبو شنب .تكنولوجيا تعلم اللغة العربية في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي .- رسالة دكتوراه في علوم اللغة العربية – كلية الآداب والتربية بالأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك ، ربيع الآخر 1428هـ /2007م.
  • نبيل على . الثقافة العربية وعصر المعلومات : رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي 00 عالم المعرفة .- الكويت : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، ع276، 2002.
  • _______ . العرب وعصر المعلومات .- عالم المعرفة ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب .- الكويت : الكتاب 184، 1994 .
  • ________ . دور محرك البحث العربي في نشر الوثيقة العربية .بحث في ندوة رقمنة وتطوير المحتوى الرقمي بالكويت ، 2006 .
  • _______ . مسح للمحتوى العربي الرقمي وبرمجياته وتطبيقاته وتقييم احتياجاته ، دراسة أعدت ضمن مشروع تعزيز تطور صناعة المحتوى الرقمي العربي في حاضنات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات .- اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ( الإسكوا) ، إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، 2007 .
  • ________ .العرب وعصر المعلومات ، عالم المعرفة ، الكويت 184 ، 1994.
  • ________ .العرب وعصر المعلوماتية ، عالم المعرفة ، الكويت ، ع184 ، 1994.
  • ________ .اللغة العربية والحاسوب .- القاهرة : دار تعريب ، 1988.
  • ________ .تحديات عصر المعلومات .- القاهرة : مكتبة الأسرة ، 2003.
  • _______ .ثقافة اللغة : منظور عربي معلوماتي .- القاهرة :تعريب ، 1988.
  • _______ .منظومة صناعة المحتوى العربي : التحديات والفرص ، ومناهل الحلول مشروع تقرير اجتماع خبراء حول تعزيز المحتوى الرقمي العربي .اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا ، بيروت ، 3-5 يونيو ، 2003.
  • نبيل على ، نادية حجازي .الفجوة الرقمية : رؤية عربية لمجتمع المعرفة .-سلسلة عالم المعرفة .- الكويت ، ع318 ، 2005.
  • نزهة الخياط . ترقيم النتاج الفكري المكتوب باللغة العربية : المحددات النظرية والإشكاليات .-بحث مقدم إلى المؤتمر الحادي عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ” نحو إستراتيجية لدخول النتاج الفكري المكتوب باللغة العربية في الفضاء الإلكتروني .- القاهرة : 12-16 أغسطس 2001 .
  • نزهة الخياط .الرقمنة التعاونية للتراث الفكري : عنصر لإذكاء الحوار بين الخليج والمغرب العربي .- بحوث المؤتمر العلمي الخليجي المغاربي الأول المنعقد في تونس 2-4ربيع الآخر 1424 /2-4يونيه 2003 ، بالتعاون بين دارة الملك عبد العزيز ومؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات .- الرياض : الدارة ، 1425هـ ، 2004م . 297-326.
  • هشام عبد الله عباس . العولمة المعلوماتية : فرص 00 ومخاطر .- مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية .- مج 12، ع1( المحرم – جمادى الآخرة 1427هـ/ فبراير –يوليو2006م ) ، 81-107 .

المراجع الأجنبية :

-Al-Hussaini , Amal Ahmad .The Arabic Language and the Arabization of Borrowed words .- Working Paper ,Twenty – fifth Session ,Nairobi,5-12 May,2009.

-Ali Houissa .Digitization as the Agent of Technological Revolution in storage ..Meia Notes,69, 97:14-21,2000

-Azeemullah, Muhammad . Muslim Ummah and Challenging Future .-The Muslim World League Journal ,30,9 (Ramadan1423,November2002:35-37.

-Busari , Kehinde Kamorudeen . Arabic Language and its Cultural Significance .- The Muslim World League Journal , 32,4.5( Rabi Al- A akhair/ Jumad Al- Ula , 1425, June /July2004) : 46-48

– Carrol , John . The Study of Language .- Cambridge , Harvard University Press,1966

-Ferguson , Carabic . Arabic Language encyclopedia , Britannica 2/1971, 182-183

-Laroussi, F. Arabic and the New Technologies .In J. Maurais &M .A. Morris (Eds.) , Languages in a Globalizing World (PP.250-259), Cambridge : Cambridge University Press,2003.

-Magdy , Walid & Darwish , Kareem .Effect of OCR error Correction on Arabic retrieval , Information Retrieval , 11, 2008: 405-425, http://www.springerlink.com/content/p0l56434t2r67283/fulltext.pdf.

-Oudenaren , John Van .The Arabic Language and Arabic Content on the world Digital Library , 2nd International Symposium on Computers and the Arabic Language , King Abdel Aziz City of Science and Technology , Riyadh, Saudi Arabia , October ,10-12 , 2009.

-Reitz, joan M. Digitization .In ODLIS-On line Dictionary for Library and Information Science,Web,2010

 

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى