بحوث في اللسانيات الحاسوبية

اللغة العربية في عصر العولمة والعلمانية: الواقع والتحديات

الأستاذ: باديس لهويمل

ملخّص:  تسعى هذه الدراسة إلى بحث واقع اللغة العربية اليوم في ظل ما نشهده من حوار للحضارات، في عصر تسيطر عليه علمانية متطرفة، وطوفان جارف للعولمة اللغوية والثقافية، حتى كدنا نفقد هويتنا ضمنها، وصار أبناؤنا يعانون أوهام حراقة لغوية، رغم التاريخ العظيم والماضي التليد للغة العربية، كما تهدف الدراسة إلى بحث سبل النهوض بها لمواجهة تلك التيارات الجارفة وتحدّيها، بخاصة وأنها لغة الدين الإسلامي، التي نزل بها “القرآن الكريم”. 

واللّغة من مقومات بناء الأمم وتطورها وارتقائها، فتطور الأمم رهن بمحافظتها على لغتها، وقدرة هذه اللغة على التطور والاستيعاب لكلّ مستحدث، والعربية إحدى هذه اللغات التي ظهرت منذ القدم، ولا تزال صامدة في مواجهة تحديات كثيرة، لكونها لغة حية تحمل رسالة سماوية عادت على الإنسانية جمعاء بالنّور والهداية، فهي إذن معطى حضاري مهم للأمّة العربية والإسلامية، لكونها تمثّل تراثا وتاريخا، هوية وبعدا حضاريا.

ولذلك تعد المحافظة على سلامة اللغة وتهيئتها لتفي بمتطلبات العصر بعلومه وفنونه، ومختلف مجالاته، وجعلها ملائمة لضرورات الحياة وحاجاتها، من أهم الأهداف التي تسعى إليها المؤسّسات العربية والمجامع اللغوية والمعاهد، بمختلف الأقطار العربية، التي حملت على عاتقها مسؤولية النهوض بالعربية، وتحفيزها لمواكبة حركية الحياة، فتواكب إثر ذلك مستحدثات العصر الحالي، ونهضته العلمية والفنية، وتستوعب مستحدثات الأفكار والمعاني الجديدة، فاللغة كائن حي، يتأثر بحضارة الأمة، ونظمها وتقاليدها، واتجاهاتها العقلية، ودرجة ثقافتها وشؤونها الاجتماعية والاقتصادية،… وما إلى ذلك. فكلّ تطورٍ بحَث في ناحية من هذه النواحي، إلاّ وينعكس تأثيره في أداة التعبير، ولذلك تعدّ اللغات أصدق سجل لتاريخ الشعوب.

واللغة العربية أصدق مثال على هذا، حيث أصبحت بعد نزول القرآن الكريم لغة العلوم العقلية (كالطب، والكيمياء، والفلك، والطبيعة) والعلوم النقلية (كالفقه والتفسير والكلام)([1])، بل غدت لغة العلم الأولى التي لا تضاهيها لغة في القرون الوسطى، وخلفت أثارا تشهد بعبقرية علماء العرب المسلمين على مرّ العصور.

بيد أنها في العصر الراهن تشهد ضعفا وتراخيا بسبب ضعف أبنائها ،وتأخّرهم عن مواكبة متطلبات الحاضر والاكتفاء بدور التلميذ المستهلك لكل ما يأتي من عند الآخر، وكذا احتقار بعضهم للغتهم الوطنية، جريا وراء أوهام لغات يشعّ بريقها ولا ينير،على حد تعبير الباحث “صالح بلعيد، وهي لغات أثّر استخدامها مع العربية في ظهور هجين لغوي أضرّ باللّغة الأم، وطرائق استخدامها، فصرنا نعبِّر عن العربية بتراكيب وأنماط لغوية ما عهدتها نحو عبارة “ممنوع التدخين”  فهذا تركيب لم نعهده بلغتنا والصواب “التدخين ممنوع” إذ الجملة تتكون من مبتدأ وخبر، والأصل في المبتدأ أن يكون معرفة والخبر نكرة، ولا يتقدّم الخبر عن المبتدأ إلا بشروط ومسوّغات حدّدها النحاة([2])، نحو أن يكون الخبر مختصا سواء أكان ظرفا، أم جارا مع مجروره ، أم جملة أو شبهها، والمبتدأ نكرة عامة، والسبب في الخطأ، هو الترجمة الحرفية دون النظر في مقوّمات كل لغة وأنماط استخدامها، وربما كان ذلك من نتائج تسرب العلمانية والعولمة للعالم الإسلامي فأثّرت في كل شيء بما في ذلك قواعد اللغة وأنماط الاستخدام الخاصة بها.

 ما واقع اللغة العربية في عصر العولمة والذوبان والتبعية، والعلمانية التي تستدعي فصل كل ما يتعلّق بالدين، خاصة وأن العربية لغة مقدّسة نزل بها أشرف الكتب السماوية القرآن الكريم؟

ويجدر بنا قبل الحديث عن واقع العربية في ظل صراع العولمة وتأثير العلمانية، تحديد مصطلحات البحث والدراسة الأساس: العربية والعولمة والعلمانية ثم النظر في علاقات التأثر والتأثير وغايات العلمانيين تجاه لغتنا العربية.

أولا: اللغة العربية: هي لغة العرب في العصر الحاضر، يستخدمونها في معاملاتهم اليومية وتعاملاتهم المختلفة، وهي بحسب الباحث “صالح بلعيد”  «اللغة الرسمية التي تنصّ عليها دساتير الوطن العربي، والرسمية في المحافل الدولية واللغة الرابعة المرشّحة للظهور بقوة في القرن الواحد والعشرين، تمتاز بخصائص مميّزة، تظهر في البنيات الصوتية والصرفية والنحوية، ولها نظام كتابي متميز، وتراث غني لا مثيل له في أية لغة من لغات البشر، وهي أقدم لغة على وجه الأرض، ولم تحدث قطيعة بين أصولها وحداثتها، ويقرأ بها تراثها دون مساعدة معجمية، كما أنّ هذه اللغة لهجات متنوعة تختلف في بعض ألفاظها أداء ودلالة من قطر عربي لآخر، وتشكل الفصحى الوسيلة المثلى للتواصل»([3]).

فاللغة العربية الفصحى إذن لغة نموذج، تتميز عن باقي اللغات القديمة ذات الرسالات الدينية والحضارية، ببقائها راسخة شامخة إلى اليوم ومستعملة متداولة، رغم ما يشوبها من ضعف، لربما مردّه للناطقين بها ومستخدميها الذين غفلوا عنها، وهي لغة مرنة طيّعة قابلة للتطور، ومتميزة أيضاً بين اللغات الحديثة التي تعيش على أمل الانتشار الواسع في المستقبل،

وبديهي أنّ أي لغة في طبيعتها، تستوجب استمرار الرعاية الدائمة لها، والمتابعة المستمرة، وتحتاج إلى توجيه في نموها وتطورها لتوافق زمنها الذي ينسجم مع أصلها، وتتكيّف مع واقعها الحاضر فتعبّر عنه بما يحمله من مستجدات علمية وثقافية واقتصادية وسياسية واجتماعية بصورة دقيقة وصادقة، وتتجلى حيوية اللغة العربية في القدرة على الاستيعاب والعطاء.

ثانيا: العولمة: هي ، وهي مصطلح جديد ترجمه العرب عن مصطلح  GLOBALIZATION المأخوذ من كلمةGLOBAL بمعنى كروي أو عالمي وشامل، وقد استقر لدى الدارسين أنها تعني« نظام عالمي جديد قائم على العقل الإلكتروني والثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات والإبداع التقني غير المحدود، دون الأخذ بعين الاعتبار الحضارات والقيم والثقافات والأعراف والحدود الجغرافية والسياسية السائدة في العالم قاطبة»([4]) فالعولمة تعمل على إزالة الحدود وإذابة الحواجز بين الأمم المختلفة

فهي إذن تقوم على التوسّع والسيطرة، إنها استعمار حديث بنمط جديد ، يستهدف البقاء والسيطرة للأقوى بمنتجاته ومخترعاته ولغته، ولذلك فمن أساسيات العولمة اليوم نشر اللغة الواحدة وجعلها لغة العالم والعلم والمعرفة والتجارة والإعلام ، أقصد نشر اللغة الانجليزية  ومحاولة جعلها لغة العلوم والاختراعات دون سواها ، وذلك بالقضاء عن باقي اللغات ومنها العربية، بإيهام أبنائها أنها سبب التخلف والانحطاط والضعف والاستكانة، وأنها غير قادرة على  احتواء إفرازات العلم والمعرفة.

ثالثا: العَلمانية:  ظهرت العَلمانية في أوروبا لأول مرة في عصر النهضة، كرد فِعل على اتجاه العصور الوسطى التي سيطرت فيها الكنيسة، وعملت على القضاء على النشاط العقلي، فما من عالم يخترع شيئا أو يكتشفه إلا وتطارده المحاكم وتقمعه.

وتعني في أبسط صور تعريفها أن العالم هو منبع المعرفة الوحيد للإنسان ومصدر خبراته يكتسبها بعقله وتجربته دون العودة إلى الدين والشريعة بعدّها مقيدة لحريتها، ولذلك ينبغي الانفصال عنها والتحرر من قيودها.

فمعناها الحقيقي فصلُ الدين عن كل جوانب الحياة، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والعِلمية، ومن خلال ذلك تمرير فصل العرب عن العربية لغة الدين،ورميها بأنها السبب في التخلف، بيد أنّ الحق في كون المسلمين أولى الناس باحترام العِلم، وتبنِّي العِلْمية في كل أمورنا، فالدين عندنا علم، والعلم عندنا دين، ولم يشهد تراثنا صراعاً بين الدين والعِلم، كما شهده الغرب، الذي أدار رحى الحرب بينهما قروناً.

وقد بدأت العلمانية تغزو بلدان المسلمين منذ زمن لكنها لم تنجح إلا في بدايات القرن العشرين، بمساعدة جملة من العوامل أهمها: تخلّي المسلمين عن تعاليم دينهم الحنيف نتيجة انحرافهم عن العقيدة الصحيحة في كثير من القضايا فظهرت البدع بكثرة ، وكذا نتيجة ما عانته الدول العربية والمسلمة من ويلات المستدمرين على مرّ السنين، وما خلّفوه من دمار وقضاء على الثقافات الوطنية وترسيخ للأمية والجهل، وقد تجلى ذلك في حصر مجالات تعليم الدّين في حدود ضيقة، وكثرة المدارس الأجنبية لتعليم اللّغات المختلفة والتشجيع عليها، وفي المقابل تمييع برامج تعليم العربية وتعلّمها، والتأثير في الإعلام بهذه البلدان وتوجيهه لأمور تافهة أو لخدمة أجندات خارجية كتمييع تعليم الإسلام وإبعاده عن مجالات التطبيق.

على أنّ أصدق تعبير عن العلمانية، هو الدعوة إلى” إقامة الحياة على غير الدين”. وتأخير الدين أو فصله هو في ذاته فصل للغة العربية وقضاء عليها، لتكون النهاية ابعاد المسلمين عن دينهم وعدم فهمه لمعانيه بعد مرور أزمنة طوال عن القضاء على العربية.

وضع اللغة العربية في ظل حوار الثقافات الذي تديره العلمانية المتطرفة والعولمة اللغوية والثقافية:

لا جرم أن الحديث عن حاضر اللّغة العربية وواقعها يدمي القلب حيث صارت عالة اقتصادية على اللّغات التي لا ماضي لها ولا تاريخ، لغات حديثة ، تكوّنت في عصر السرعة ونالت المكانة العلمية التي أهّلتها لذلك، بفضل الفكر العلمي والرياضي الذي سيطر على نُخبها وعلى مفكِريه ، ولنعلم أنّ الصناعة الأمريكية ، واللغة الانجليزية، ارتكزت على دعائم الفكر العلمي والثقافي العصري حتى صارت لها  الريادة، وكذلك النهضة  الأوروبية قامت على أساس ثقافي أولا ثم لحقت عوامل أخرى، وكان في كل اجتهاد للعصرنة دعوة إلى الإصلاح التربوي الذي يرتبط بالإصلاح اللّغوي الذي تنشده المعرفة العلمية.

  ومن المظاهر البارزة للعلمانية وتأثيرها السلبي على اللغة العربية دعوى تخلّف اللغة العربية عن مسايرة العلم والتطوّر المتسارع بما يحمله من تراكم معرفي، وعجزها عن اللّحاق بالرّكب الحضاري والتنموي، واتهامها بالعجز عن مواكبة التقدم العلمي والمعرفي، والقصور في احتوائه، والملاحظ أن العلمانية نجحت إلى حد ما في مآربهاّ حيث نجد العربية وإن كانت هي اللغة الرسمية في البلدان العربية إلاَّ أنّها همِّشت في معظم المؤسسات الإدارية والجامعية والميادين الطبيّة والمراسلات الإدارية، وحلّت اللغة الفرنسية وكذا الأنجليزية محلّها فأصبحتا لغتي تخاطب واتصال فعلية في الميدان، وتقهقرت اللغة العربية تدريجيًّا بحسب المخطّطات المدروسة لعلمهم بأنها لغة القرآن الكريم، ومفتاح العلوم الشرعية.

 خاصة وأن زمن العولمة الحالي يساعد على انتشار اللغات ويشجع الأجيال المعاصرة على اكتساب أكثر من لغة واحدة، وهو في بيته، والاستفادة من وراء ذلك مادياً إلى جانب الارتقاء اجتماعياً، فعندما ننظر إلى وضع اللغة العربية في سوق العمل نجد أنّ اللغة الإنجليزية تحتل مكانة مهمّة وصار اشتراط إجادتها كتابة وقراءة وتحدثا ضروريا من قبل الشركات الأجنبية حتى أصبح ظاهرة تستحق الوقوف عندها، وتأمّل انعكاساتها على مصلحة الوطن وملامح الهوية، فصرنا نعيش عولمــة لغويــة نعيشها ونحسّها ولا نملك أن نحرّك لها ساكنا، نتيجة هيمنة اللغات القوية اقتصاديا وإنتاجيا ومعرفيا على اللغات الضعيفة وضمنها العربية، كما أنّ الشركات العالمية المتعدّدة الجنسيات، والعابرة للحدود أسهمت في تعميق هذا الوضع وجعله أشبه ما يكون بالواقع المحتوم، فأصبح المواطن غريباً لغويا في كثير من المؤسسات والشركات وأماكن النفع العام، مثل المستشفيات والفنادق ووكالات السّفر وبعض المطاعم، وأصبح من الواجب على المواطن كي يحصل على مطلوبه من الخدمة أن يتعلّم لغة أجنبية، وهو في بلاده من المفروض معزّزا مكرّما، وكأن لغتنا العربية قاصرة على استيعاب هذه المعارف العصرية ومستجدات الحضارة والتكنولوجيا، مع أنّنا لا ننكر افتقار لغتنا للمعارف العصرية. لكن ذلك بسبب اكتفائنا بالترجمة الحرفية وعدم تعريب المصطلح والتأثيل له في التراث العربي، وتفعيل آليات توليد الألفاظ والمصطلحات كالاشتقاق مثلا، وربما هذا مكمن الداء وسبب المصاعب التي ألمّت بها بتدبير من الغرب في إطار العولمة والعلمانية وبتقصير منّا، مما أسهم في تنفيذ مخططات أجنبية للقضاء عليها وجعلها سبب التخلف والجمود العربي وأنها لغة الشعر القديم والفصيح و لغة التأبين، وصولا إلى القضاء عليها أو إدخالها المتحف بغرض إبعاد أبنائها عن القرآن الكريم وتغيير معانيه بمرور السنين، لأنهم يعلمون بأن العربية هي «اللغة التي من خلالها استوعب المواطنون حقائق الإسلام، وهي الأداة التي بها يناجون خالقهم في كل يوم ويفهمون القرآن ويطّلعون على التراث والتاريخ والآداب، وبها يتواصلون مع أبناء جنسهم ويحسون بانتمائهم القوي»([5])، وبالتالي لا سبيل للقضاء على الإسلام إلاّ بالقضاء على الأمة العربية والمسلمة، ولغتها العربية التي تمثل لهم الدين والهوية والثقافة والتاريخ، بدليل أن الإمام والمصلح العظيم الشيخ عبد الحميد بن باديس جعلها رديفة للإسلام وخصّص لها مكانة في مشروعه الإصلاحي وخطته التعليمية، فلم يجد المعارضون بابا للقضاء على العربية إلاّ في إطار الدعوة إلى القضاء على كل ما يمتّ بصلة للدين، وأن العالم هو منبع المعرفة ومصدر خبرة الإنسان يكتسبها فيه بعقله دون إلهام ووحي سماوي وكتاب مقدس، والحقيقة إبعاد المسلمين في كل مكان عن لغتهم  العربية واتهامها بالقصور والجمود والخمول في مواجهة التغيرات المتسارعة للعلم والمعرفة ، والحق أن لكل لغة إمكانية الارتقاء والتغير نحو الأفضل إذا عزم أبناؤها على ذلك، فما بالك إذا كانت العربية بما تحمله من ميزات اشتقاقية وإعرابية تمكنها من توليد الألفاظ والمعاني بما يكفل لها تكيفها واستيعابها لكل جديد.   

  فالعيب في أبنائها لا في ذاتها، إذ من المفروض أن يعملوا على غرار الشعوب التي كانت تعدّ متخلفة وتقدمت مثل الصين وكوريا واليابان والهند وماليزيا القائمة على فكر عبقرينا “مالك بن نبي”، على توطين هذه المعارف العصرية وتكييفها وتبيئتها بما يحفظ خصوصياتنا، وهي تحمل في ذاتها مقومات تطورها وتكيّفها لتصبح بامتياز لغة علم وحضارة كما كانت في عصورنا الزاهية في القرن الرابع الهجري.  

وكذلك التعليم ومناهجه وتطبيق العلمنة فيه، من خلال بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية، وتقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن، وجعلها بآخر اليوم الدراسي وغير مؤثرة في تقديرات الطلاب، مع منع تدريس نصوص معينة لصراحتها في كشف باطلهم وتزييف ضلالاتهم، وتحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح قصيرة وناقصة لها، بحيث تبدو وكأنها تؤيد الفكر العلماني، أو على الأقل لا تعارضه([6]).

كما تعاني اللغة العربية في عصرنا الحاضر من إدبار أبنائها عنها وسعيهم لإتقان اللغات الأوروبية ولاسيما الإنجليزية منها، لسيطرتها الغالبة، على حساب التمكن من اللغة الأم. وفي كل ذلك جري وراء أوهام حراقة لغوية، كما يقول الباحث صالح بلعيد، ثمّ إنّ التضخيم الإعلامي المتعمّد لأهمية اللغة الأجنبية، وسد باب العمل أمام المواطن العربي دون إجادة هذه اللغة، أدى إلى ارتفاع أصوات تنادي بتعليم اللغة الأجنبية للأطفال منذ نعومة أظافرهم بدعوى أن إتقان اللغة الأجنبية يتم في سن مبكرة، حتى صرنا نعلم أبناءنا اللغة الأجنبية بالمدارس منذ الصغر مثلما كان يفعل الاستدمار الفرنسي عندنا بالجزائر وباقي الدول المحتلة، دون الالتفات لضرر ذلك على الطفل واعتزازه بهويته ووطنيته، وهو ما أدى إلى احتقار أبنائنا للغتهم ووطنهم وضعف وطنيتهم ، وكل هذا بتأثير من العولمة الثقافية والعلمانية.

 ومن التأثيرات السلبية للعلمانية والعولمة على الشعوب العربية كبارا وصغارا، أنّ واقعنا اللغوي يتسم بظاهرة لغوية تسمى «الثنائية اللغوية» لم تأخذ حظها بعدُ من الدراسة والتحليل بغية العلاج، فلا نكاد نجد أحدا كبيرا أم صغيرا متعلما أم أميا، يتكلم جملة إلا ويستند فيها، بل ويترامى إلى كلمة أو اثنين أجنبيتين يزيّن بها كلامه وكأنه يخجل من لغته أو يعدّها قاصرة على الاستيعاب لما يقول، وهو ما كان يخافه باحثنا “صالح بلعيد حينما قال: «أخاف على هذا الجيل ومن سيأتون من بعده من الذوبان والزج بأنفسهم في أوهام “الحراقة اللغوية”، والترامي على اللغات الأجنبية، لقطف البريق الذي يشع ولا ينير؛ لغة أجنبية تضلّ! ولا تهدي، تفرّق ولا تجمع، تحتقر اللغات الوطنية وتزيحها من الاستعمال بدعوى العجز العلمي»([7]).

وماذا جنوا من وراء ذلك، غير هجين لغوي لا هو بالعربي ولا بالفرنسي أو الانجليزي، إنه تماه وذوبان في الآخر دون أن يقبله، وفقدان للهوية والانتماء، وساعد على تنمية هذه الأوضاع  التغيرات المتسارعة والتطورات العلمية والفكرية والثقافية والاقتصادية في العالم، وهي لعمري من نتاج العولمة الثقافية واللغوية المتشبِّعة بأفكار علمانية تعمل على تدمير مقومات الأمة العربية، بدء باللغة المرتبط بها العربي ارتباطا وثيقا لأنها تمثل دينه وهويته وتاريخه، فتعمل على فرض أنماط لغوية نحوية وصرفية ودلالية ما عهدتها العربية ولا تدخل في قانونها الطبيعي، فيكون الناتج كما رأينا هجينا لغويا يعمل على القضاء على كل أصول العربية وقوالبها في البناء والتركيب.

ثم إن طغيان لغة خارجية أو اجتياحها لغة أمّة من الأمم الأخرى، مظهر من مظاهر الاستلاب، لأن اللغة هي العنصر الأخير في خندق الدفاع عن الكينونة، لأن الدول عندما تنهار عسكريا وسياسيا، وتدمّر قدرتها العسكرية تبقى اللغة كالقوقعة التي تحتفظ بها الأمة لنفسها، فإذا سقط هذا الخندق أصبحت الهوية معرّضة للفناء ومرشّحة للاندثار([8]).

وقد تم الدخول للقضاء على الهوية العربية ومنها الدين الإسلامي من اللغة، لأنّها « المجال اللغوي هو المجال الأول الذي تدخل منه العولمة لتدمير مقوّمات الأمة الذاتية، وبذلك تنهار المعنويات في كل مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية، ولا يعود للأمة عندئذ إلا الخضوع للغالب أو للأقوى لغة وعلما، وتبرز صيغة المغلوب مولع بتقليد الغالب »([9]).

فنحن إذن نعاني عولمة لغوية كاسحة تعمل على القضاء على اللغة العربية بحجة عدم وظيفيتها إلا في حدود ضيقة ، وغير مربحة لأنها ليست لغة الإنتاج العلمي والمعرفي في العالم، ولذلك يهرول الكثير منا وراء استخدام لغات مختلفة مقرونة بالعربية في ازدواجية لغوية مهجّنة، اعتقادا منهم أن ذلك من مستلزمات الحضارة والتمدّن، خذ مثلا استخدام البعض أداة التعريف “ال” العربية في مصطلحات فرنسية، أو جر الأسماء الفرنسية بحروف الجر العربية.و«يبرز هذا الوضع الجديد مدى حدة الأزمة اللّغوية التي تعيشها اللّغة العربية تنظيرا واستخدامًا وتوثيقا، تعليمًا وتعلّمًا، ولعلّ أزمة لغتنا العربية في عصرنا الراھن مرشحة للاتساع والتفاقم تحت ضغط المطالب المُلِحةٌ لعصر المعلومات واتساع الفجوة اللّغوية التي تفصل بيننا وبين العالم المتقدم»([10]).

فاللغة العربية إذن تعاني كثيرا، وامتدت معاناتها لأبناء جلدتها الذين هجروها للغات أخرى بل وهناك من يدعون لتجاوزها، سواء بطرق مباشرة أم غير مباشرة، ولو أنك تخرج للواقع فتجد الناس يتهافتون على اللغة الانجليزية وغيرها من اللغات بلهف ويكتبون لافتات محلاتهم بها أيضا، ومراسلاتهم كلها فرنسية وأنجليزية ،وحتى الطبيب يشرح للمريض داءه بلغات أجنبية، ووسائل الإعلام أيضا، تطغى عليها اللغات الأجنبية وامتدت إلى أغلب ضيوفهم، وكأننا في بلدان أجنبية وبعدها نلوم العربية فهل يعقل هذا؟   

«إن اللغة العربية الآن تحتاج إلى وقفات جديدة وإلى اكتساب المهارات اللغوية الضرورية التي هي من حتميات ارتقاء المجتمع العربي، فهي مكتفية بنفسها في إطار الحدود الدنيا  ولكنها تحتاج إلى إقحامها في مجالات العلوم ومن شأن ذلك أن يرفع من درجة حضورها في ضروب المعرفة، كما تحتاج إلى حلقات النهوض العلمي ضمن رؤية شاملة محكمة ومتزنة وإلى قرار ثابت يكون ملموسا. إن اللغة العربية في فكرها تقبل المراجعة ولا تقبل التراجع»([11]).

      سبل مواجهة مخاطر العلمانية والعولمة وتحدي العربية لها:

لا مشاحة في القول بأن اللغة هي الكينونة الأكثر حضورا في الإنسان، لكثرة استعماله لها ومعاشرته إياها « فلا سبيل إلى معرفة الأشياء إلا بتوسّط اللغة»([12])، حتى غدا الإنسان نطفة لغوية يعيش في رحم اللغة حياته كلّها فتترجم فكره وسلوكه وطرق عيشه وأساليب حياته([13]) وبالتالي فوجود الإنسان وبقاؤه إنسانا، متصل بوجود اللغة فيه، وبذلك فالواجب يقتضي قيامنا جميعا أفرادا ومجتمعات ومؤسسات بواجب الدفاع عن لغتنا العربية وإعادة تهيئتها مع واقعنا بما يعبر عن ذاتنا وهويتنا ويحفظ خصوصيتنا من خلالها، خاصة وأن اللغة العربية تعدّ العروة الوثقى الجامعة بين الشعوب العربية والشعوب الإسلامية التي شاركت في ازدهار الثقافة العربية الإسلامية. وبهذا الاعتبار، فإن الوفاق العربي والتضامن الإسلامي، لابد أن يقوما على هذا الأساس المتين،لغة القرآن الكريم، ولغة الثقافة العربية الإسلامية. ومن هنا تبدو الأهمية الكبرى لتدعيم مكانة اللغة العربية والعمل على نشرها وتعليمها على نطاق واسع.

وذلك بتجاوز المسألة اللغوية مجالَ المناشدة والدعوة والطلب إلى الجهات المسؤولة للقيام بواجبها تجاه العربية، إلى استصدار قرارات جريئة ومسؤولة، أو وضع تشريعات قانونية ملزمة، تقضي باعتبار الخطأ في اللغة، ليس فقط عيباً أو مسبة بل خروجاً عن القانون. ذلك أن عدداً كبيراً من القرارات والتوصيات الخاصة بالحفاظ على اللغة العربية والحرص على استعمالها وتداولها وانتشارها، الصادرة عن مؤتمرات ولجان وندوات ومجامع لغوية وكليات جامعية متعددة عقدت في البلدان العربية والإسلامية لم تُنفذ، أو نفذ بعضها بطريقة محدودة التأثير. فاللغة العربية قضية استراتيجية في المقام الأول، تمسّ الأمن الثقافي والحضاري للأمة، ولذلك فإن المسألة في عمقها وجوهرها، تتطلب يقظة أشمل وأعمق وحركة أكبر وأنشط وعملاً أكثر جديةً وفعالية واستنفاراً للطاقات الحيّة.

فعامل تقوية اللغة العربية وتحصينها، هو تنفيذ قرارات المجامع اللغوية والمؤتمرات المتخصصة التي عقدت وتنفيذ توصياتها والتي تعبّر عن الإرادة الجماعية للنخب الفكرية والعلمية والثقافية التي تمتلك إلى العلم والمعرفة غيرةَ على العربية. ذلك أن مواجهة الأخطار الناتجة عن تحديات العولمة والمهددة للهوية الثقافية والحضارية، لا تتمّ إلاّ بالعمل الملموس انطلاقاً من الواقع، وبأدوات العصر، وبالوسائل التي تتيح للغيورين على اللغة والقائمين على تطويرها والمهتمين المسؤولين عن حمايتها والحفاظ على خصوصياتها، أن يستوعبوا المتغيرات في مجالات العلوم وتقانة المعلومات وشتّى حقول المعرفة، ليواصلوا تطوير اللغة وتحديثها لمسايرة العصر ولمواجهة العولمة.

يضاف لذلك إحياء اللغة العربية والتخاطب بها، وجعلها لغة لكثير من العلوم وإعطاؤها منزلتها بتعميمها لغة وطنية وقومية تضطلع بمهمة التعبير عن كل المضامين المتداولة في المجتمع، وهي تحمل في ذاتها مقومات تطوّرها، وما ممارستها لدى أمة شعارها الإسلام، ولغتها القرآن إلا واجب بنظرنا، لذلك علينا معرفة اللغة العربية جيدا عن طريق تجديد البحث اللغوي فيها، وإتاحة الفرصة لمخالطة الدراسات اللغوية الحديثة والإفادة من معطياتها ووسائلها العملية، بغية تطوير العربية.

خاتمة:

وفي خاتمة هذه الدراسة نقول:رغم كل ما يحاك من تدابير ومخطّطات علمانية إلا أن من الثابت لدى المسلمين، أن الله تعهّد بحفظ القرآن الكريم ولغته.

لكن إذا كانت اللغة كائناً حياً متطوراً وهو حال لغتنا العربية، فإنه يجب تعهد هذا الكائن بأسباب الحياة ومداومة تحسّس مواطن ضعفه و شكواه وعلاج ما يؤثر على سلامته وقوته، خاصة وأن العربية وسام تشرف به صدور أمّتنا العربية، ولست أدّعي تشريفها ، إذ كفاها الله شرفا أن أنزل بها كتابه المجيد “القرآن الكريم”، فيكفيها فخرا أن تكون آية إعجاز القرآن، وأنّ تعلّمها كان فداء لمن لا فداء له يوم بدر، ولعلّ ذلك ما جعلها مطمعا ومقصدا للعلمانيين بغية القضاء عليها  تمهيدا إلى القضاء على الدين الإسلامي وتعاليمه، فرموها بكونها سبب التخلف والجمود والركود العربي، لعلمهم أن اللغة العربية هي وعاء للثقافة العربية وحاضن لملامح هوية الأمة الثقافية والفكرية.

ولا ريب في أنّ الحضارة العربية وثقافتها تستطيع بلغتها مسايرة التطور المعرفي المتراكم، والسير قدما إلى الأمام باستيعاب الإضافات الحضارية، ومواجهة تحديات العلمانية المتطرفة وطوفان العولمة اللغوية والثقافية الجارف، وهي قادرة على الأخذ والعطاء مع الثقافات الأخرى دون حرج.

ويمكن أن نقدم باختصار سبلا لمواجهة هذا الواقع المر الذي تعانيه لغتنا، نضيفها لما سبق في شكل اقتراحات فنقول:

 إن الاعتزاز باللغة العربية لا يكون من خلال خطب رنّانة فقط بل من خلال التطبيق العملي، بإحلال هذه اللغة محلّها بتقريبها من التلاميذ وتنشئتهم على حبّها والتعلّق بها منذ مراحلهم الأولى لأن الرغبة أو الحب مؤثر مهمّ في التعلّم وتسمى في علم النفس ب”الدافعية والحافز”، وجعل العربية سهلة ميسّرة والبعد بها عن التكلف والجفاف. ومن سبل ذلك محاولة صياغة المادة العلمية للتلاميذ، والإعلامية للمجتمع بمختلف أصنافه وحتى المادة الترفيهية ، بلغة فصحى جميلة ومحبّبة. بمعنى تفعيل التعامل بالعربية في مجالات الحياة المختلفة وتوسيع استعمالها بمنأى عن الصراعات الإيديولوجية. وكذا تنمية المهارات اللغوية للتلاميذ والأطفال، وتعليمهم التفكير المنظّم بلغتهم الأم، وهذا دور المؤسسات التنشيئية ابتداء من الروضة إلى الأسرة إلى المدرسة إلى جماعة الرفاق إلى مؤسسة الشارع، و غير ذلك..

الاجتهاد في وضع منهج ملائم للتربية والتعليم والتكوين يتماشى مع مستجدات العصر، ويتفاعل مع بيئتنا ويكون خادما لها، والنظر في وضع مدرّسي التعليم والتكوين ومتلقيه، بتحسين كفآتهم اللغوية والمعرفية على الدوام بما يتماشى مع التطور المعرفي الحاصل والاستعانة بالتكنولوجيا في ذلك.

ــــ  ضرورة وضع سياسة لغوية واضحة ، تطمح بإلحاح إلى جعل العربية لغة التدريس في جميع مراحل الدراسة، وتفرض استعمالها في كل التخصّصات كل بحسب مجاله وتخصصه، مع توجيه سياسة البلاد إلى وجوب المحافظة على سلامة العربية الفصحى، واحترامها باتخاذها لغة الخطابات الرسمية في كل المجالات، وهو حق يكفله لها الدستور في جل الدول العربية، والدعوة إلى جعل العربية لغة الإعلام الأولى والتذكير بأنّ هذا واجب قومي ووطني يجب القيام به.

اللغة في التربية الحديثة تحتل مكانة مركزية ومهمة، لدى المجتمعات المتطورة بينما نحن نعاني تردّدا واضطرابا في التعامل مع لغتنا لأنّنا نفضّل في مجال التربية الأخذ بتجارب الآخرين والاستعارة من الغرب« فالأسلوب المتّبع في ملئ الفراغ التربوي؛ بالاستعارة من الغرب، نأخذ الفكرة ونقيضها، دون أن يكون لخصوصيتنا دور كبير ولم نقف منها موقفا نقديا، ولم نقرأ الشروط الاجتماعية التي احتضنت ولادتها…إننا نستورد نظما تربوية منزوعة من سياقها الاجتماعي، وإن جاز هذا في الماضي فهو يتناقض جوهريا مع توجيه التربية الحديثة، نحو زيادة تفاعلها مع بيئتها الاجتماعية»([14])

ولعلّ هذا هو السبب في ضعف لغتنا العربية أمام ما يواجهها من تحديات علمانية، حيث نموذج التربية مستوحى من الغرب، وبالتالي يكون تفاعلنا مع محيطنا بلغة هذا الآخر، لا لغتنا، لهذا وللحفاظ على لغتنا العربية، وجعلها مطواعة مرنة في التعامل والتكيّف مع التطور العلمي والمعرفي الحاصل، يجب علينا إدخالها لمنظومتنا التربوية وإعطائها دورا مركزيا، فمن خلالها يكون التفاعل مع المحيط،  فلنهدف إذن لجعلها لغة الخطاب اليومي في بيوتنا ومساجدنا وشوارعنا ومؤسّساتنا العامّة والخاصّة.

   إنّ دعوانا هذه ليست ضد تعلم اللغات الثانية أو تجاهلها لكوننا نؤمن بأن إتقان اللّغات الحيّة مطلوب من أجل الاستفادة من التراكم المعرفي العلمي والتكنولوجي، لكن يكون ذلك وفق سياسة حكيمة تهدف إلى تجاوز الهوّة التي تفصلنا عن الدول المتقدّمة، وليس بغرض إزاحة العربيّة عن مكانها الطبيعي، واستبدالها بأخرى، لذلك ينبغي أن يكون تعلم لغة ثانية أو أكثر تاليا لإتقان اللغةالأم(العربية)لأنها لغتنا الوطنية والرسمية ، ولأنها تمثل هوية وثقافة وكيانا .


([1]) ينظر: شوقي ضيف:تاريخ الأدب العربي(العصر العباسي الثاني)، دار المعارف، مصر، ط12، 1975، ص115 وما بعدها.

([2])عباس حسن: النحو الوافي،الجزء الأول،  دار المعارف، مصر، ط3، 1974، ص487

([3])صالح بلعيد: اللغة العربية في مجتمع المعرفة، الطريق إلى مجتمع المعرفة وأهمية نشرها باللغة العربية (ضمن أعمال المجلس الأعلى للغة العربية 2009) http://www.csla.dz/mjls/index.php، 09:32 ، تاريخ الاطلاع: 01/12/2012.

([4]) علاء الدين ناطوريه: العولمة وأثرها في العالم الثالث التحدي والاستجابة،دار زهران للنشر،عمان،الأردن،(دت)، ص9، 10.

([5]) عبد القادر فوضيل: دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الدفاع عن اللغة العربية في أثناء فترة الاحتلال الفرنسي لبلادنا:أشكال الصمود والمقاومة، المجتمع المدني وترقية استعمال اللغة العربية(ضمن أعمال المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر)، فيفري 2006، ص22.

([6]) ينظر: صلاح نجيب الدق: العلمانية في ميزان الإسلام، ص14.

([7])صالح بلعيد: مجلة الممارسات اللغوية ، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، تصدر عن مخبر الممارسات اللغوية، الجزائر، العدد11 ،2012، ص 156.

([8])ينظر:أحمد إبراهيم الهوية بين الاستلاب التقافي والتغريب، دار الأصالة، ليبيا، ط2، 2010، ص16.

([9])صالح بلعيد: مجلة الممارسات اللغوية ، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، تصدر عن مخبر الممارسات اللغوية، الجزائر، العدد12 ،2012، ص 23.

([10]) اللّغة العربیة ووسائل الاتصال الحدیثة، ولید إبراھیم الحاج، دار البدایة، الأردن عمان، ط1، 2007 ،ص19.

([11])صالح بلعيد: مجلة الممارسات اللغوية ،العدد: 11، ص 156، 157.

([12]) ابن  حزم الأندلسي: التقريب لحد المنطق والمدخل إليه بالألفاظ العامية والأمثلة الفقهية، تحقيق إحسان عبّاس، بيروت، لبنان، (دط)، 1959، ص 155.

([13])منذر عياشي : الكتابة الثانية وفاتحة المتعة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1998، ص65.

([14]) نبيل علي: الثقافة العربية وعصر المعلومات، سلسلة عالم المعرفة،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ،الكويت، (دط) 2001، ص 301

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى