مقالات في اللسانيات الحاسوبية

مقارنة بين محلل الخليل الصرفي والمحلل الصرفي مفتوح المصدر

د. عبدالعزيز بن عبدالله المهيوبي

حيث نُقارن بينهما، ولعل الملحوظات التي سأتعرض لها مبنية على نتائج هذين المحللين، ومن ثَمَّ فهي تتناول المسائل اللغوية المتعلقة بهما، دون التعرض للأدوات البرمجية المتَّبعة فيهما. وسأُدلِّل على هذه الملحوظات بأمثلة، على أنَّ هذه الملحوظات لا تقلل أبدًا من شأن هذين المحللين ، ولا تَغُضُ من قدرهما، وإنما هي مقترحات قُصِد منها تحسين الأداء وبلوغ درجة الكمال.

1- عدم استيفاء المحللين جميع الحالات الممكنة للتحليل. فعند تحليل عبارة (أنام) أغفل محلل الخليل الصرفي كلمة (أَنام = اسم جمع). في حين أغفل المحلل الصرفي مفتوح المصدر عددًا من الحالات الممكنة ومنها: (أنام = أ -حرف استفهام – + نام -فعل ماض).

2- نقص في وظائف المحلل:

لم يعرض المحلل العربي مفتوح المصدر جذر الكلمة ووزنها– كما في المثال السابق.

3- نقص في تحديد المعارف الصرفية للكلمة المحللة:

فعند تحليل كلمة (مسلمات) ذكر المحلل مفتوح المصدر أن الكلمة اسم، وكان ينبغي أن يقول: جمع مؤنث سالم. كما أغفل الكثير من حالات التحليل مقارنة بنتائج تحليل الكلمة نفسها باستخدام محلل الخليل الصرفي.

4- عدم القدرة على تحليل بعض الكلمات مثل: (ميناء).

5- لم يتمكن المحلل الصرفي مفتوح المصدر من تحليل الكلمات العجمية المكتوبة بأحرف عربية، بخلاف محلل الخليل الصرفي. فعند تحليل كلمة (إنترنت) لم يظهر المحلل الأول أية نتيجة.

وليكون المحلل الصرفي العربي أكثر شمولية، ينبغي أن تكون جميع المحللات الصرفية مفتوحة المصدر؛ لتغدو متاحةً للتطوير والتحسين من العاملين في هذا المضمار. وأهم من هذا إتاحة قواعد البيانات الملحقة بها لتكون في متناول الجميع للاستفادة منها. وفي ذلك اختصار للوقت والجهد اللذين طالما بذلناهما، ويبذلهما المشتغلون في هذا الميدان، فجميعهم ويا للأسف، يبدؤون أعمالهم في معالجة العربية من نقطة الصفر؛ فترى كلَّ واحد منهم يُنشئ قواعد بيانات خاصة به؛ سواء في المعجم، أو المدونات، أو قواعد الاشتقاق، أو التصريف، أو الإملاء… إلخ

إنَّ هذا العدد غير القليل من المحللات الصرفية يدل دلالة واضحة على بلوغنا الغاية في اهتمامنا الشديد بمعالجة اللغة العربية بالحاسوب، وحِرْصِنا الأكيد على الإسراع في تنفيذها وتحقيقها. و”هذا يُبشّر بمستقبل واعد نتخطى فيه جميع العقبات والعراقيل التي تحول دون الاستفادة من التقنية الحديثة في هذا المضمار. مما يُؤكِّد هذا المعنى ويُقوِّيه أن المشتغلين في هذه المحللات لا يعملون بسائق من ربحٍ مؤمَّل، وغُنْمٍ يُتَحَصَّل، وإنما بسائق من حبهم الشديد لهذه اللغة الشريفة، وإخلاص في خدمتها؛ فهم يتفانون في خدمتها كما تفانى أجدادنا في خدمتها من قبل، كلٌّ بحسب الوسائل والأدوات المتيسِّرة لديه. ولا شكَّ في أن المحلل الصرفي هو أحد المفاتيح الأساسية لمغاليق معالجة العربية بالحاسوب”[1].

[1] البواب، مروان، دراسة نقدية لغوية لعدد من المحللات الصرفية، اجتماع خبراء المحللات الصرفية الحاسوبية للغة العربية، دمشق، سوريا، 2009م، ص1.

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى