مراحل بناء خوارزمية توليد الأفعال وتصريفها

المرحلة الأولى: مرحلة الإدخال:

تعتمد خوارزمية توليد الأفعال وتصريفها على معجم حاسوبي ضمن قاعدة معطيات (DATA BASE)، وعلى القوانين الصرفية والنحوية لقواعد التوليد والتصريف.

أولاً: المعجم الحاسوبي، ونعني به الفعل، وجذره، وتصريف مضارعه، ونوع تصريفه تاماً أو جامداً (انظر ملحق الجذور والأفعال)، وهي المرحلة الأولى من مراحل بناء الخوارزمية.

يحتوي المعجم الحاسوبي على جميع جذور العربية الثلاثية والرباعية. وقد بلغ عددها في إحصائنا (8.267) جذراً، حيث توزعت على النحو التالي:

(6.104) جذور ثلاثيّة.

(2.163) جذراً رباعيّاً.

ونشير هنا إلى وجود عدة طرق لتخزين المواد المعجمية في الحاسوب، حيث استخدمنا في دراستنا هذه الجداول لتخزين الجذور ومشتقاتها الفعلية.

وقد قسَّمنا الجذور إلى صحيحة، ومعتلة، والصحيح منها إلى سالم، ومهموز، ومضعَّف، والمعتل إلى مثال، وأجوف، وناقص، ولفيف. فالرمز (ص ص ص) يعني صحيح سالم، والرمز (ء ص ص) صحيح مهموز الأول، والرمز (ص ص ي) معتل ناقص وهكذا.

كما يحتوي المعجم الحاسوبي على جميع الأفعال الثلاثية والرباعية، المجرَّدة والمزيدة، التي بلغ عددها في إحصائياتنا (23.236) فعلاً ثلاثياً و(2.821) فعلاً رباعياً. وجميع هذه الأفعال المخزنة في المعجم الحاسوبي سماعية، سواء في ذلك الأبواب الستة للأفعال الثلاثية المجردة، أو صيغ مزيداتها، أو الأفعال الرباعية المجردة، وصيغ مزيداتها.

ثانياً: جداول خاصة لتصريف الأفعال الصحيحة والمعتلة في الأزمنة كافة، وإسنادها إلى الضمائر كافة، وتصريفها بصورة كاملة في المعلوم والمجهول (انظر ملحق قواعد تصريف الأفعال) وهي المرحلة الثانية من مراحل بناء خوارزمية التوليد والتصريف. يكون الفعل في هذه المرحلة مشكولا شكلاً تاماً، مع وضع الشدة في مكانها. وفي كل مدخل لدينا المعلومات الأساسية الآتية:

الفعل: مشكولاً شكلاً تاماً.

باب التصريف: تحدد حركة الحرف ما قبل الأخير في المضارع، خاصة في الفعل الثلاثي.

الجذر: جذر الفعل، ويكون ثلاثيا أو رباعيا، ويستعمل في التعرف على نوع الإعلال المطبق في أثناء التصريف.

حيث تمرُّ القوانين الصرفية والنحوية لقواعد توليد الأفعال وتصريفها بمراحل عدة، تبدأ ببناء جداول لتصريف الأفعال عن طريق اشتقاق الصيغ المختلفة لها (الماضي من الجذر، والمضارع من الماضي، والأمر من المضارع، والمجهول من المعلوم، والمزيد من المجرد) كما تتناول تلك الجداول أحوال بناء الأفعال وإعرابها (المرفوع والمنصوب والمجزوم)، مروراً بتأكيد صيغتي المضارع والأمر منها، إضافة إلى إسناد الفعل إلى جميع الضمائر (المتكلم والمخاطب والغائب). نقوم بعد ذلك بتخزين البيانات في ذاكرة الحاسوب.

نقوم بعد ذلك بإحالة كل فعل إلى نموذجه الخاص الذي يُصرَّف على منواله؛ وذلك من خلال جداول نموذجية، حيث بدأنا بتصريف الفعل الثلاثي المجرد السالم، لننتقل بعد ذلك إلى تأثير التضعيف والاعتلال، وإلى تأثير أبنية مزيد الثلاثي. انتقلنا بعدها إلى تصريف الفعل الرباعي بقسميه المجرد والمزيد. (انظر الجدول التالي)

وقد اعتمدت على مجموعة من المراجع من أهمها: المقتضب في اللغة للمبرد، وشرح الشافية للرضي، ومعجم تصريف الأفعال العربية لأنطوان الدحداح، وكتاب تصريف الأفعال لعبد الحميد السيد محمد عبد الحميد، وتصريف الأفعال والمشتقات لياسر خالد سلامة، وأنظمة تصريف الأفعال العربية (الأفعال الثلاثية) لسليمان فيّاض، والمعجم المفصل في تصريف الأفعال العربية لمحمد باسل عيون السّود، ومعجم التصريف المرئي للفعل العربي لأبي فارس الدحداح.

المرحلة الثانية: بناء قوانين توليد الأفعال الثلاثية والرباعية وتصريفها، (انظر الفصل الخامس – قوانين توليد الأفعال الثلاثية والرباعية وتصريفها).

نقوم بعد ذلك بتحليل تلك الأفعال ومزيداتها؛ لاستخلاص عناصر بنائها الصرفية (العناصر الأصلية، الصيغة الصرفية، الزوائد التصريفية والإعرابية، الضمائر المتصلة)، ثم نقوم بوصف التغيرات التي تطرأ على تلك الأفعال في مختلف صورها، من خلال منظومة من القوانين التي تحدد مسار تلك العمليات. وتعتمد هذه الطريقة على اختزال الأفعال الثلاثية والرباعية بنوعيها (المجردة والمزيدة) صرفيا باستبدال عناصرها الأصلية برموز محددة: ( ح1، ح2، ح3، ح4 ) ، (انظر الجدول التالي)

فالفعل العربي يتألف من ثوابت، ومتغيرات ( انظر الشكل التالي ) فالصيغة الصرفية، والزوائد التصريفية، والإعرابية ثابتة، في حين أنَّ عناصر الفعل الأصلية (ف ع ل) متغيرة؛ فالفعل ( اِنْجَذَبَ) يتألف من: صيغة صرفية ( اِنْفَعَلَ ) + عناصر الفعل الأصلية ( ج ذ ب ) + زوائد تصريفية (ا ن/ـِـْـَ) + زوائد إعرابية (البناء). كذلك الفعل ( اِنْجَبَرَ ) يتألف من:صيغة صرفية ( اِنْفَعَلَ) + عناصر الفعل الأصلية ( ج ب ر ) + زوائد تصريفية (ا ن/ـِـْـَ) + زوائد إعرابية (البناء).

فالأفعال ( اِنْجَذَبَ، واِنْجَبَرَ، واِنْكَسَرَ، واِنْجَرَفَ، واِنْحَدَرَ) – مثلاً – في نظامنا التوليدي ( انظر الجدول التالي )  =  اِنْفَعَلَ (ثابت) + رموز ( ح1، ح2، ح3 ) تشير إلى متغير وهي حروف الجذر + زوائد تصريفية ( ا، ن، ـِـْـَ ) + زوائد إعرابية ( البناء )، ( انظر الشكل 2 )  ويتم تخزينها في الحاسوب على النحو التالي: ( اِ/نْ/ح1َ/ح2َ/ح3َ )

المرحلة الثالثة: مرحلة المعالجة النهائية

لم نتمكن عند بنائنا لقوانين توليد الأفعال من مراعاة أشكال العلل التي تصيب الفعل عند إسناده للضمائر؛ فقد خصصنا (33) نظاماً للأفعال الثلاثية المجردة، و(38) نظاماً للأفعال الثلاثية المزيدة، و(9) أنظمة للأفعال الرباعية المجردة والمزيدة.

حيث لم يكن من الضروري أن نتوسع في مراعاة أشكال العلل التي تصيب الأفعال من خلال قوانين توليدية مستقلة على نحو يهدد بالاستحالة العملية لبناء أنظمة تصريفية تغطي كافة أبواب الأفعال في اللغة العربية، لذلك فقد أفردنا قوانين توليدية عامة تغطي أشكال العلل كافة (الإعلال، والإبدال، والهمز، والإدغام ) التي لم نتمكن من مراعاتها عند بناء جداول توليد الأفعال وتصريفها؛ فلم نترك بذلك باباً من أبواب الأفعال الثلاثية المجردة، ولا صيغةً من صيغ الأفعال الثلاثية المزيدة أو الرباعية المجردة والمزيدة، ولا حالة من حيث السلامة، والتضعيف، والهمز،والاعتلال الواوي، واليائي (أو الجمع بين التضعيف أو الهمز أو الاعتلال) دون تخصيص نظام خاص بها، حتى في الأحوال التي لا يُمثل فيها النظام سوى فعل واحد.

فلا يمكننا تعميم تصريف الأفعال الصحيحة على الأفعال المعتلة، وبناء قوانين عامة للإعلال والقلب والإبدال. أمّا الأفعال المهموزة فتمثل بوصفها أفعالاً عادية؛ فنقوم بكتابة الكلمة دون قواعد اﻹملاء، فتأخذ الهمزة شكلا واحدا فقط. ويهدف هذا الشكل إلى توحيد طرق التصريف دون الحاجة إلى معالجة خاصة للمهموز. فيصبح تصريف “سأل” في الماضي المبني للمجهول سَءَلَ =>سُءِلَ، ومن ثم يتم في المرحلة اﻷخيرة بعد التصريف إعادة كتابة الناتج حسب قواعد اﻹملاء.

    حيث إننا بعد تصريف الفعل نحصل على شكل منتظم للفعل، نقوم بعدها بتطبيق قواعد النطق، مثل معالجة التقاء الساكنين واﻹعلال، واﻹدغام، والإبدال.

     هدف هذه المرحلة هو الانتقال إلى الشكل الإملائي الصحيح، من خلال معالجة التقاء الساكنين، والإعلال، ومعالجة الإدغام، والإبدال، وكذلك كتابة الهمزة إملائياً. ويتم في هذه المرحلة:

– كتابة الهمزة إملائيا.

– معالجة حروف العلة.

– معالجة الإدغام والإبدال.

كتابة الهمزة إملائيا:

نحوّل الهمزة الموحدة إلى أشكالها الإملائية حسب القواعد؛ فعند معالجة همزة الجذر (س ء ل) -مثلاً- تقوم أنظمة معالجة الهمزة بالعمليتين التاليتين، ضمن مجموعة من العمليات:

1- سَءَلْتُ=> سَأَلْتُ (إذا كانت الهمزة المتوسطة مفتوحة وماقبلها مفتوح تكتب على الألف)

2- سُءِلْتِ=> سُئِلْتِ (إذا كانت الهمزة المتوسطة مكسورة تكتب على النبرة)

معالجة حروف العلة:

يتم معالجة الحركات الطويلة، بحيث تُعالج حالات تجانس الحركات الطويلة. فيتم تحويل الحركة الطويلة أو حرف العلة ليجانس الحركة الموالية، مثلا الفعل (غُزِوْتُ)، تصبح الواو الساكنة المتوسطة المسبوقة بكسرة ياءً (غُزِيْتُ)

معالجة الإدغام:

في هذه المرحلة نقوم -مثلاً- بتحويل الحرفين المكررين الذين أولهما ساكن إلى شدة، مع مراعاة مواضع الإدغام والفك. فعند إسناد الفعل (كَبْرَتَ) إلى تاء الفاعل – مثلاً – نقول: (كَبْرَتْتُ) وبعد معالجة الحرفين المكررين، وتحويلهما إلى شدّة، نقول: (كَبْرَتُّ). (انظر الجدول التالي)

معالجة الإبدال:

فإذا كانت صيغة الفعل – مثلاً – على وزن (افتعل)، وكانت فاء الفعل (ص) قُلِبتْ التاء طاءً، ومثال ذلك (صَبَرَ) نقول – بدون إبدال – (اِصْتَبَرَ)، وبعد عمليّة الإبدال، نقول: (اِصْطَبَرَ). (انظر الجدول التالي)

المرحلة الرابعة: بناء قوائم الجذور مقرونة بأنظمة توليدها وتصريفها.

بعد أن يتم تخزين نُظم وقوانين توليد الأفعال وتصريفها في ذاكرة الحاسوب، نقوم ببناء قائمة تتضمن جميع جذور الأفعال في اللغة العربية (الثلاثية وارباعية)؛ حيث نقرن كل جذر برمز يشير إلى نظام توليده.

[1] يجوز إبدال التاء طاءً في الفعل المزيد على وزن (اِفْتَعَلَ) من الجذر (ص ب ر) فنقول (اِصْطَبَرَ) كما يجوز إبدال التاء صادً، وإدغام الصاد بالصاد فنقول (اِصَّبَرَ) وكذلك الحال بالنسبة للجذرين (ص ل ح ، ص ي ف)