مقالات في اللسانيات الحاسوبية

خطوات توصيف قواعد توليد جموع التكسير

د. عبدالعزيز بن عبدالله المهيوبي

إنَّ الطبيعة الاشتقاقية للغة العربية تجعلها طيّعة للمعالجة الآلية، وهي طبيعة مستمدة من مكونات رياضية، هي (الجذر والمفردة والوزن)، وبناء على ذلك يصحّ لنا أن نتساءل: كيف يتـأتى للإنسان أن يستنبط جموع التكسير من مفرداتها، ثمَّ ما هي العناصر التي تتدخل لتجعل من المفردة (كَعْب) جمع تكسير على صورة (كِعاب وكُعوب) ؟

للجواب عن هذا السؤال سننطلق في توصيف قواعد توليد جموع التكسير من فرضية مفادها أن المفردة هي مصدر التوليد في جموع التكسير؛ ويظهر دور المفردة في صُنع الأساس، والبنية الأصلية للجمع في اللغة العربية، حيث يقوم الوزن بتحديد الهيكل العام له، عن طريق توزيع الحركات على مختلف حروف الجمع، كما يقوم بتوزيع حروف الزيادة التي تدخل على الكلمة المفردة التي تُنتِج في الأخير جمع التكسير المولّد. وحروف الزيادة هي في الأساس عبارة عن سوابق أو أواسط أو لواحق.

“وعلى هذا الأساس، فاللغة العربية لغة رياضية بامتياز، ومكونة من أجرومية من الخوارزميات الصورية، دخلها – عند توليد جموع التكسير- المفردات مروراً بالأوزان الصرفية التي تتمتع بقوة الانصهار المورفيمي المبرمج، وخرجها جموع التكسير[1]

ويمكننا تمثيل ذلك كله بالشكل التالي:

  المفردة (كَعْب) وزنها (فَعْل) = كِعاب وكُعوب
وزن الجمع فِعال
فُعول

وليؤدي الحاسوب ما يُطلب منه، فلا بدَّ من تزويده بخوارزميات رياضية، فهي الوسيلة التي يمكننا من خلالها التخاطب مع الآلة، وهذه الخوارزميات ينبغي أن تكون بصيغة يفهمها الحاسوب، وضمن لغة برمجة معينة. حيث يسعى الباحث هنا إلى تمكين الحاسوب من توليد جموع التكسير بنوعيها القلة والكثرة من المفرد الثلاثي، وهذا يتطلب توصيفاً لجميع ما يطرأ على الكلمة المفردة من تغيير في شكلها عند تكسيرها، “كجمع (أَسَد) على (أُسُد) أو بزيادة كجمع (صِنْو) على (صِنْوان) أو بنقص كجمع (تُخَمَة) على (تُخَم) أو بزيادة وتغيير شكل كجمع (رَجُل) على (رِجال) أو بنقص وتغيير شكل كجمع (حِمار) على (حُمُر) أو بزيادة ونقص وتغيير شكل كجمع (غُلام) على (غِلْمان)[2]“.

وقد بيَّن الباحث ما يصيب المفردة عند تكسيرها من إعلال أو إبدال بسبب قواعد الأصوات، أو حذف أو قلب أو فك إدغام، ويكون ذلك عن طريق استقصاء توصيف جميع أنواع المفردات الصحيحة والمعتلة، حيث انتقل الباحث في توصيفه من السالم إلى المضعَّف فالمهموز فالمعتل. قام الباحث بعد ذلك ببناء قائمة بسيطة تضم عيّنة من مفردات اللغة مقرونة بنظم توليد جموعها.

فتوصيف تكسير الاسم المفرد الثلاثي على وزن (فَعْل) المعتل العين بالواو الساكنة تكسراً قياسياً، يكون على النحو التالي: (ف+ـِـ+ي+ا+ل)، وذلك نحو: (ثَوْب وثِياب).

[1] يُنظر: عزت جهاد العجوري، توصيف لغوي صرفي لشعر بدر شاكر السيّاب في ضوء اللسانيات الحاسوبية، رسالة ماجستير، كليّة الآداب – الجامعة الهاشمية، 2009م، ص75.

[2] يُنظر: ابن عقيل بهاء الدين عبدالله، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، دار الفكر، بيروت، ط16، 1974م، ص4/114.

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى