مقارنة بين مولدين صرفيين آليين للغة العربية
د. عبدالعزيز بن عبدالله المهيوبي
1- نظام الاشتقاق والتصريف في اللغة العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ الأليكسو – بالتعاون مع مؤسسات عربية متخصصة)[1].يرمي هذا النظام إلى اشتقاق (توليد) الأفعال والأسماء المشتقة والمصادر، وتصريفها، انطلاقاً من جذورها الثلاثية أو الرباعية، واعتماداً على قوانين النحو والصرف، وعلى قواعد المعطيات الخاصة به.
يقوم هذا النظام:
أ- باشتقاق (توليد):
– الأفعال الثلاثية والرباعية، المجردة والمزيدة.
– الأسماء المشتقة القياسية (اعتماداً على قوانين الاشتقاق)، والسماعية (اعتماداً على قواعد المعطيات).
– المصادر القياسية (اعتماداً على قوانين الاشتقاق)، والسماعية (اعتماداً على قواعد المعطيات).
ب- بتصريف:
– الأفعال عند إسنادها إلى جميع الضمائر، في صيغة الماضي، والمضارع المرفوع والمنصوب والمجزوم والمؤكد، والأمر المؤكد وغير المؤكد.
– الأفعال في حالة بنائها للمعلوم والمجهول.
– الأسماء المشتقة والمصادر، في حالة الإفراد والتثنية والجمع، والتذكير والتأنيث، والرفع والنصب والجر، مع مراعاة الاسم من جهة تنكيره، وتعريفه، وإضافته.
أهم المزايا اللغوية:
– استيعابه جميع الأفعال الثلاثية والرباعية في اللغة العربية (أكثر من 24,000 فعل ثلاثي ورباعي)
– استيعابه جميع المصادر السماعية للأفعال الثلاثية. (قرابة 14,400 مصدر)
– قدرته على توليد جميع الأسماء المشتقة، والمصادر القياسية. (أكثر من 80,000 اسم مشتق ومصدر)
– استغراقه جميع قواعد النحو والصرف المتعلقة باشتقاق وتصريف الأفعال والأسماء والمصادر، وكذلك قواعد التصريف المشترك (الإعلال، والإبدال، والإدغام).
– استغراقه جميع قواعد رسم الهمزة، سواء أكانت في الأفعال أم في الأسماء.
– ضبطه التام للكلمات بالشكل (بالحركات).
أهم المزايا الفنية :
– مفتوح المصدر Open Source Program
– إمكان عمله في بيئة: Windows و MacOS و Linux و Solarix.
– إمكان استعماله ضمن نظم معالجة أخرى.
– استقلال قواعد معطياته عن برامجه.
– إمكان تحديث قواعد معطياته (إضافة وحذفاً وتعديلاً).
2- قطرب : برنامج لتصريف أفعال اللغة العربية[2] يقوم قطرب بتصريف الأفعال باستخدام خوارزمية التصريف، كما يستعمل قاعدة بيانات للتأكد من المدخلات. كما يقوم هذا النظام بتصريف الأفعال (في حالة بنائها للمعلوم والمجهول) عند إسنادها إلى الضمائر، في صيغة الماضي، والمضارع المرفوع والمنصوب والمجزوم، والأمر المؤكد وغير المؤكد.
أهم المزايا اللغوية
– استيعابه جميع الأفعال الثلاثية والرباعية في اللغة العربية (أكثر من 24,000 فعل ثلاثي ورباعي)
– استغراقه جميع قواعد النحو والصرف المتعلقة باشتقاق وتصريف الأفعال، وكذلك قواعد (الإعلال، والإبدال، والإدغام).
– ضبطه التام للكلمات بالشكل (بالحركات).
أهم المزايا الفنية :
– يعمل في بيئة: Windows، وعلى الشبكة العالمية من خلال الموقع : http://qutrub.arabeyes.org/
– استقلال قواعد معطياته عن برامجه.
– إمكان تحديث قواعد معطياته (إضافة، وحذفاً، وتعديلاً).
أهم عيوب برنامج الأليكسو:
1- لم يتجنب البرنامج السابق تصريف الفعل الجامد، الذي تجرّد عن الزمان فلَزِم صورةً واحدة.
2- اكتفى البرنامج بنظام واحدة من نظامي تصريف الفعل المضارع المعتل الفاء بالواو، والمهموز اللام، والذي يأتي على (فَعَلَ يَفْعَلُ), حيث إنَّ الأصل في تصريفه أن يكون على وزن (فَعَلَ يَعَلُ) ولكن يجوز عدم حذف الواو في المضارع، كما يجوز قلب الواو ياءً في الأمر، مثل: وَتَأَ، وَثَأَ، وَجَأَ…
3- كذلك عند تصريف كل فعل ثلاثي مزيد على وزن (تَفَعَّلَ) ويبدأ بالحروف (ث، د، ذ، ر، س، ص، ض، ط) يجوز إبدال التاء حرفاً من جنس الحرف الأول، وإدغامهما، ولمّا كان أول المتداغمين ساكناً اجتُلِبَتْ همزة الوصل لتسهيل اللفظ، فنقول (تَسَمَّعَ واِسَّمَّعَ[3]). وقد أغفل برنامج الأليكسو نظام الإبدال والإدغام، واكتفى بالنظام الأول.
4-كذلك عند تصريف الفعل الثلاثي المزيد على وزن (تَفاعَلَ) والمبدوء بالحروف (ث، د، ذ، ر، س، ص، ض، ط) يجوز إبدال التاء حرفاً من جنس الحرف الأول، وإدغامهما، ولمّا كان أول المتداغمين ساكناً اجتُلِبَتْ همزة الوصل لتسهيل اللفظ، فنقول (تَدارَكَ واِدّارَكَ[4]) و(تَثاقَلَ واِثّاقَلَ[5]). وقد أغفل برنامج الأليكسو نظام الإبدال والإدغام، واكتفى بالنظام الأول.
5-أيضاً عند تصريف الفعل الثلاثي المزيد على وزن (اِنْفَعَلَ) والمبدوء بحرف الميم يجوز إبدال النون ميماً، وإدغام الميم بالميم، فنقول (اِنْمَرَطَ واِمَّرَطَ[6]) وقد أغفل برنامج الأليكسو نظام الإبدال والإدغام، واكتفى بالنظام الأول. وكذلك الحال عند تصريف الفعل على وزن (اِفْعَنْلَلَ) مثل (اِخْرَنْمَسَ واِخْرمَّسَ[7])
6-أيضاً عند تصريف الفعل الثلاثي المزيد الأجوف على وزن (أَفْعَلَ) يجوز تصحيح الفعل في بعض الأفعال وإعلاله؛ فنقول (أَباتَ وأَبْيَتَ، وأَخاصَ وأَخْوَصَ[8]) وقد أغفل برنامج الأليكسو نظام التصحيح واكتفى بالإعلال. وكذلك الحال عند تصريف الفعل الأجوف على وزن (اِفْتَعَلَ واِسْتَفْعَلَ) مثل (اِجْتارَ واِجْتَوَرَ[9] واسْتَخانَ واِسْتَخْوَنَ[10]).
7- اكتفى البرنامج بنظام واحدة من نظامي تصريف الفعل المضارع المهموز الفاء، والذي يأتي على (اِفْتَعَلَ يَفْتَعِلُ), حيث يجوز إبدال الهمزة تاءً وإدغام التاء بالتاء، فنقول (اِتَّزَرَ[11]) حيث أغفل البرنامج هذه الحالة، واكتفى بتصريفه مع عدم الإبدال والإدغام.
8- عند تصريف الفعل الثلاثي المضعَّف (عينه ولامه من جنس واحد) المزيد على وزن (تَفاعَلَ) يتم فيه فكُّ الإدغام أصلاً في الماضي مع (هُنَّ، أنْتَ، أنْتِ، أنْتُما، أنْتُم، أَنْتُنَّ، أنا، نحْنُ) في حين يجوز هنا فكُّ الإدغام في جميع الحالات، وقد أغفل البرنامج هذه الحالة، واكتفى بفكّ الإدغام مع الضمائر السابقة.
أهم عيوب برنامج قطرب:
بالإضافة إلى العيوب السابقة فإنَّ برنامج قطرب للتصريف الآلي يقوم بتصريف جميع الأفعال دون العودة إلى قاعدة معطيات بالأفعال العربية مستقاة من المعاجم، فنجده يُصرِّف جميع الصيغ التي يمكن اشتقاقها من
[1] يُنظر: http://www.alecso.org.tn/index.php?option=com_content&task=view&id=1173&Itemid=958&lang=ar [2] يُنظر: http://qutrub.arabeyes.org/ [3] إذا أَدْغَمْتَ قُلْتَ : اِسَّمَّعَ، وقَرَأَ الكوفيون، غير أبي بكر”لا يَسَّمَّعون” (الصافات) بتشديد السين والميم ( تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 21/225 ) [4] أصله تَدَارَكَ فأُدغمتْ التاء في الدال، واجتُلِبَتْ الألف ليَسْلَم السكون (تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 27/138) [5] اِثّاقَلَ إلى الدّنيا: أَخْلَدَ إليها ( تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 28/159 ) [6] اِنْمَرَطَ واِمَّرَطَ: مطاوع مَرَطَه مَرْطاً، تَساقَطَ وتَحاتَّ ( تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 20/101 ) [7] اِخْرمَّسَ واِخْرمَّصَ: سَكَتَ، واِخْرَنْمَسَ الرجل، و(اِخْرمَّسَ: ذَلَّ وخَضَعَ) وقيل: سَكَتَ ( تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 16/13 ) [8] أَخْوَصَ: (العَرْفَجُ) والرّمْثُ : تَفَطَّرَ بِوَرَقٍ ( تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 17/570 ) [9] تَجاوَروا واجْتَوَروا بمعنىً واحد، جاوَرَ بعضُهم بعضاً (تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 10/485) [10] اِسْتَخْوَنَ الشّخْصَ: عَدَّه خائناً ( المعجم الكبير – حرف الخاء – 936 ) [11] ذَكَرَ الصّغانيّ في التكملة: ويجوز أن تقول: اِتَّزَرَ بالمئزَرِ أيضاً فيمن يُدغِمُ الهمزة في التاء (تاج العروس من جواهر القاموس – النسخة الكويتية – 10/44)
