مقالات في اللسانيات الحاسوبية

حوسبة جموع التكسير

د. عبدالعزيز بن عبدالله المهيوبي

إنَّ أيَّ محاولة لضبط جموع التكسير تحتاج جهداً كبيراً، حتى يمكننا جمع الموضوع، ولملمة أطرافه. وقد حاول عدد من الباحثين استقصاء صيغ جموع التكسير للمساعدة على حوسبتها.

وتعتمد حوسبة جموع التكسير على طريقتين:

الطريقة الأولى: بناء قواعد معطيات ضخمة، تضم جموع التكسير جميعها (الثلاثية والرباعية والخماسية) مقرونة بمفرداتها التي اشتُقَّتْ منها على النحو التالي:

الرقم المفرد وزنه نوعه الجمع وزنه نوعه
1 كَعْب فَعْل اسم كُعُوب فُعُول كَثرة
كِعَاب فِعال كَثرة

ويعيب هذه الطريقة ضخامة المادة اللغوية التي يتمّ تخزينها في ذاكرة الحاسوب، وتضييق الإنتاج اللغوي المنضبط، باعتمادها على بيانات مستمدة من المعجم.

الطريقة الثانية: بناء قوانين، وأنظمة تضبط اشتقاق جموع التكسير من مفرداتها من خلال مجموعة من الخوارزميات القادرة على اختزال النظام اللغوي إلى تجريدات رياضية. وقد اعتمدت دراستنا على هذه الطريقة، حيث سيعمد الباحث إلى استعمال قوانين، وأنظمة لتوسيع القياس لتعويض إدخال جموع التكسير كاملة في قواعد بيانات حاسوبية.

منتهى الغاية من بناء مولد لجموع التكسير:

إنَّ منتهى الغاية التي نجتهد لنحصِّلها عند بناء مولد آلي لجموع التكسير هي أن “نهيئ للحاسوب كفاية لغوية تشبه ما يكون للإنسان حين يستقبل الكلمة المفردة، ويدركها، ثم ينتج جمع التكسير الصحيح[1]“. ولكن كيف نحقق الكفاية اللغوية الحاسوبية ؟

نقوم أولاً بإيداع قواعد توليد جموع التكسير الحاسوب، حيث يستطيع الحاسوب إنتاج مالا يتناهى من جموع التكسير الصحيحة، إذ إنَّه بالرغم من انبناء اللغة على قواعد محدودة، إلا أنَّنا نستطيع أن نولّد من هذه القواعد ما لا يتناهى من الكلمات. ونُمثِّل لذلك بمثال:

يُصاغ جمع التكسير من الاسم المفرد الثلاثي الصحيح المفتوح الحرف الأوَّل، والساكن الثاني، مثل (كَلْب ونَفْس) على وزن (أَفْعُل) فنقول: (أَكْلُب وأنفُس).

[1] وليد العناتي وعيسى برهومة، اللغة العربية وأسئلة العصر، دار الشروق، عمّان، ط1، 2007م، ص41.

0 Reviews

Write a Review

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى